حيفا ــ فراس خطيب
أيالون يعلن الترشح لرئاسة «العمل»: الحزب بلا جسم سياسي ولا زعيم

تجددت حملة الانتقادات الإسرائيلية لأداء الحكومة خلال العدوان على لبنان، مع تصاعد الأصوات المطالبة بفتح باب التفاوض مع سوريا وتسليمها الجولان، إضافة إلى فتح حوار مع العرب على أساس «المبادرة السعودية».
وقال وزير العدل الاسرائيلي مئير شطريت لصحيفة «هآرتس»، إنه يؤيد «مفاوضات مع سوريا تشمل تسليم الجولان إذا توقّف الرئيس السوري بشار الأسد عن دعم الإرهاب». ورأى أنّ هناك «إمكاناً للتوصل إلى السلام مع العرب بناءً على المبادرة السعودية».
وقال شطريت: «يتعين على اسرائيل إجراء مفاوضات مع الدول العربية بناءً على بنود المبادرة السعودية»، مشيراً إلى أنه «مستعد أيضاً لإجراء مفاوضات مع السوريين تتضمّن تسليم الجولان، كما فعل اسحق رابين وشمعون بيريز وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو».
واقترح شطريت أن يبادر اولمرت، بالتعاون مع الاميركيين، إلى إجراء «حوار مع العرب على أساس المبادرة السعودية»، وأن تأتي هذه المبادرة ضمن تعهدات حزب «كديما» ترسيم الحدود، معتبراً أن إحلال السلام في اسرائيل «سيكشف عن العورات الاجتماعية والضائقات والفقر في اسرائيل»، التي وصفها بأنها «أسوأ من أي عدو خارجي».
وفي هذا السياق، انتقد عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب «العمل» عامي ايالون، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» تنشر اليوم، «ادارة الحكومة الاسرائيلية لحرب لبنان الثانية»، مركّزاً حملته على وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس حزبه عمير بيرتس، واصفاً إياه بأنه «قاد الحزب إلى وضعية لم يكن فيها قط»، مبيّناً أنه «حان الوقت لتغييره». وكشف أنه سيرشح نفسه لرئاسة حزب «العمل» ورئاسة الوزراء، واصفاً قادة العدوان على لبنان في اسرائيل بـ«الضعفاء».
وقال أيالون إن «حرب لبنان الثانية عرضت أمام الاسرائيليين واقعاً ظهر من خلاله ضعف القيادة»، مشيراً إلى أنّ في اسرائيل «عالماً افتراضياً وعالماً واقعياً، لكن العالم الافتراضي دمّر مع الكاتيوشا».
وانتقد ايالون اتخاذ القرارات في الحكومة الاسرائيلية بقوله «منذ اللحظة الأولى التي خرجنا فيها إلى هذه الحرب في أعقاب قرار اتخذ في ساعتين، فهمت فوراً أننا في مشكلة». وأضاف «كان علينا أن نبحث القضية أياماً. أن نتدرب ونجنّد ونفهم. ولو فعلنا ذلك، لاختلفت نتائج الحرب».
وكشف ايالون أنه «اتصل بعمير بيرتس بعد اندلاع الحرب»، وقال له «أنت وزير دفاع وأنا في خدمتك»، لكنَّ بيرتس امتنع عن إشراك ايالون في منتدياته القريبة. وأضاف أنّ قائد اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس، «لم يعرف ماذا يقول لأولمرت ولا لبيرتس. وهما بدورهما لم يعرفا ماذا عليهما أن يسألا»، مشيراً إلى أن هذه الوضعية «أنتجت حالة من مسلسل سوء الفهم أدّت إلى هذه الوضعية».
ورأى أيالون «أن القادة الثلاثة (أولمرت وبيرتس وحالوتس) لم يفهموا أنهم خارجون إلى حرب»، واصفًا ما كان من اتخاذ قرارات بأنه «انهيار أنظمة». وقال: «كان يكفي أن يتصرّف واحد من مثلث اولمرت ــ بيرتس ــ حالوتس بطريقة مختلفة ويسأل عما يجري هنا، ولو فعل لما حصل ما حصل».
وعرض النائب العمالي تصريحات بيرتس التي قال من خلالها إن «الحروب تنتهي في نهاية المطاف»، مشيراً إلى أن «الحروب لا تنتهي وحدها. الحرب هي قضية معقّدة لا يمكن السيطرة عليها وعليك أن تحسب حساب كل لحظة ونقطة نهايتها».
وعن رأيه في بيرتس، قال أيالون «فهمت من هذا الحدث (حرب لبنان الثانية)، كم هو منقطع عما يجري».
ويذكر أن عامي ايالون كان قائداً لسلاح البحرية الاسرائيلي، ورئيساً لجهاز الامن العام (شاباك)، وانضم أخيراً إلى حزب «العمل» بعد تحرره من الأجهزة الأمنية. وهو من أبرز الشخصيات في الحزب ومن «المعتدلين». وبرزت معارضة ايالون لبيرتس بعدما قبل الاخير حقيبة الدفاع في أعقاب وعده للاسرائيليين في برنامجه الانتخابي بأنه سيتولى القضايا الاجتماعية.
ورأى ايالون، في المقابلة، أن بيرتس «دهور حزب العمل إلى وضعية لم يكن فيها من قبل»، مبيّناً أن «حزب العمل اليوم ليس قائماً. وبيرتس ــ قائد الحزب، اختفى»، مشيراً إلى أن «وظيفة القيادة هي توجيه الحزب ورسم اتجاه له، لكن بيرتس يعمل من دون طريق ولا اتجاه». وأضاف أنّ حزب العمل «ليس قائماً كجسم سياسي ولا يؤثر في الرأي العام الاسرائيلي». وتابع أن بيرتس «لا يقود الحزب الى اتجاه واضح، إن لجهة تغيير نظام الانتخابات، أو السياسة مع الفلسطينيين أو حتى في القضايا الاجتماعية».