علي حيدر
يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس، مساعيه الالتفافية على ضم رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان إلى الحكومة، مركّزاً جهوده في هذا الاطار على التوصل إلى اتفاق مع المستوطنين لإخلاء المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، والتي أشارت تقارير إلى أن الاتفاق قد يؤدي إلى تشريع وجود معظمها.
ويكثّف بيرتس اتصالاته لإقناع عدد أكبر من الأحزاب للانضمام إلى الحكومة؛ فبعدما التقى يعقوب ليتسمان من «يهدوت هتوراة»، ينوي وزير الدفاع عقد لقاء مع رئيس حزب «ميرتس» اليساري يوسي بيلين بهدف إقناعه بالانضمام إلى الحكومة، رغم رفض الاخير. وقال بيلين إن «ميرتس لن ينضم إلى الحكومة في ظل جدول أعمالها الاجتماعي والسياسي الحالي»، واصفاً ما يجري بأنه تباحث بشأن «بيضة لم تولد بعد». وكان حزب «ميرتس» قد عقد اجتماعاً مع قائد حزبه تباحث خلاله في اقتراح بيرتس انضمامه إلى الاتئلاف الحكومي، واتفق الأعضاء على عدم بحث المبادرة، لكونها «غير عملية» إذ «لم يتقدم بها رئيس الوزراء إيهود اولمرت»، ولكون «ميرتس» موجود الآن «في صفوف المعارضة للحكومة الفاشلة».
وليس بعيداً عن محاولة قطع الطريق على انضمام ليبرمان، الذي اشترط لدخوله إلى الحكومة أيضاً عدم ازالة البؤر الاستيطانية، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المتحدثة باسم المستوطنين في الضفة الغربية إميلي عمروسي، قولها إن بيرتس توصّل إلى اتفاق مبدئي مع قاطني أكثر من مئة مستوطنة عشوائية، ينص على تشريع وجود معظمها. وأضافت أن عدداً قليلاً من المستوطنين سينقل، وعدداً أقل سيُجلى نهائياً.
وقدّرت عمروسي أن المفاوضات ستستمر ثلاثة أشهر، لتحديد تفاصيل الاتفاق مع المستوطنين المنوي نقلهم أو إجلاؤهم.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية المفاوضات، التي وصفتها بأنها «حوار»، مشيرة إلى جهود بيرتس «لتخفيف التوتر والتمهيد لإخلاء المستوطنات غير الشرعية من دون عنف».
وانتقدت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المفاوضات. وقال أمين سر الحركة ياريف اوفنهايمر: «لا نعتقد أنه يجب مكافأة منتهكي القانون، ونخشى أن تخلى مستوطنة أو اثنتان، ثمّ يشرّع وجود الباقين». وكان بيرتس قد عقد لقاء سرياً مع «أبي البؤر الاستيطانية» زئيف حافير (زمبيش) في مبنى وزارة الدفاع للتباحث في مشكلة اخلاء هذه البؤر، وتباحثا في وسائل التعاون والتوصل الى تفاهمات في هذا المجال.
وقبل اللقاء، عقد بيرتس أيضاً، لقاء مع عضو الكنيست عتنيال شنلر (كديما) المقرب من اولمرت والرابط بينه وبين المستوطنين، وتباحث معه في الوسائل التي تقود إلى التقدم في خصوص هذه القضية، بعدما حذَّر الأخير من أن تنفيذ بيرتس برنامجه من الممكن أن يؤدي الى تكرار المواجهات التي وقعت بين الجيش والمستوطنين خلال إخلاء مستوطنة «عمونا» في الضفة الغربية.