محمد بدير
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته موسكو الأسبوع الماضي، تناولت فرضية استخدام «الخيار العسكري» ضد طهران. وبحسب الصحيفة، فإن بوتين «لم يدع مجال للشك في أن روسيا تعارض بشدة الخيار العسكري ضد إيران، موضحاً أن إحباطاً عسكرياً للبرنامج النووي الإيراني يمكن أن ينتهي بكارثة».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين روس إيلاءهم أهمية كبيرة لأصل التداول في «الخيار العسكري» في لقاء بوتين ــ أولمرت، لكونه يحصل للمرة الأولى في اجتماعات القمة بين الدولتين. وأوضحت الصحيفة أن أولمرت لم يتحدث، خلال اللقاء، عن «إجراء عسكري إسرائيلي، بل شدد على أن مسؤولية معالجة الموضوع الإيراني يجب ألا تكون فقط على عاتق الولايات المتحدة بل على روسيا أيضاً».
وذكرت الصحيفة أن بوتين قال لأولمرت إنه بحث في السابق مع الرئيس الأميركي جورج بوش، كيفية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مشيراً إلى أنه سأل إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك القدرة وخطة واضحة لتنفيذ عملية عسكرية ضد إيران، فلم يحصل على جواب من الأميركيين.
وفيما رفض ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية التعليق على ما أوردته «هآرتس»، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعلّق آمالاً على أن تمتنع روسيا عن إتمام بناء المفاعل النووي في بوشهر وعن تزويد إيران اليورانيوم المخصب الضروري لتشغيله، إذا لم تنصع طهران للمطالب الدولية المتعلقة بوقف تخصيب اليورانيوم.
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز، إنه ليس لإسرائيل نيات عدوانية في مواجهة إيران. وأوضح للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، لدى سؤاله إذا كان سيؤيد ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران إذا أخفقت الدول الأخرى في وقف برنامج تخصيب اليورانيوم: «علينا ألا نفكر في مثل هذا الشيء أبداًَ». وتابع: «لم تبد إسرائيل أي نيات عدوانية قط (تجاه إيران)، ولا أعتقد أنه يجب علينا ذلك، أو أن يكون باستطاعتنا التعامل مع هذه القضية». وحذّر من أن إسرائيل ستعاني عزلة دولية إذا هاجمت إيران.
ورأى بيريز أن على إسرائيل أن تركز على كشف «الوجه الحقيقي» للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا إلى تدمير إسرائيل. وأضاف أن أحمدي نجاد «هو الزعيم الوحيد الذي يدعو إلى أعمال قتل جماعية»، مستغرباً كيف أن «عضواً في الأمم المتحدة يهدد بتدمير عضو آخر فيها، فيما جزء كبير من العالم صامت إزاء ذلك».