علي حيدر
بدأت تطوير رؤوس صواريخ بعد عجزها عن تدمير منظومة حزب الله

أقرّت إسرائيل، للمرة الأولى أمس، بأنها استخدمت قذائف فوسفورية ضد أهداف حزب الله خلال عدوانها الاخير على لبنان، فيما كشف التحقيق الأولي لسلاح البر في جيش الاحتلال الاسرائيلي أن صواريخه المتطورة لم تنجح في ضرب منظومة الحزب، وأن القوات الإسرائيلية بدأ تطوير رؤوس حربية حديثة لهذه الصواريخ.
وقال الوزير الإسرائيلي المسؤول عن التنسيق بين الحكومة والكنيست يعقوب ادري، في معرض إجابته عن سؤال وجهته عضو الكنيست زهافا غلؤون من حزب «ميرتس»: إن «الجيش لديه قذائف فوسفورية بأشكال مختلفة، وقد استخدمها لمهاجمة أهداف عسكرية في مناطق مفتوحة»، من دون أن يحدد المكان وطبيعة الاهداف. لكنه ادعى أن «القانون الدولي لا يمنع استخدام هذه القنابل».
وكانت وسائل إعلام أجنبية قد تحدثت خلال فترة الحرب عن أن مواطنين لبنانيين تعرضوا لإصابات شبيهة بتلك الناجمة عن الاصابة بالقذائف الفوسفورية، وهي مادة تحترق عند ملامستها الهواء. وكان طاقم من شبكة «سي أن أن» الأميركية قد صوّر مصاباً يعاني حروقاً بالغة في احد المستشفيات في الجنوب اللبناني.
يُشار الى أن الصليب الاحمر الدولي يعدّ استخدام الاسلحة الفوسفورية ضد الإنسان امراً ممنوعاً. ويضع البروتوكول الثالث للوثيقة الدولية بشأن الأسلحة التقليدية، قيوداً صارمة على استخدام أسلحة حارقة، يعدّ الفوسفور جزءاً منها.
إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا التوقيع على البروتوكول.
وخلال العدوان على لبنان، روت أطقم مدفعية في الجيش الاسرائيلي لصحيفة «هآرتس» أنها اطلقت قذائف فوسفورية على جنوب لبنان من دون أن تحدد الكمية وطبيعة الاهداف. وأضافت أنه قيل لها، خلال التدريبات، إن القذائف الفوسفورية «سلاح إشكالي»، وإن الجيش يستخدمها بهدف تشخيص الاهداف او لإنشاء ستار دخاني.
في هذا الوقت، اقرّ التحقيق الاولي لسلاح البر الإسرائيلي بعدم نجاح الصواريخ المتطورة التي استخدمها جيش الاحتلال في ضرب منظومة حزب الله، وأرجع ذلك إلى أنها كانت مجهزة برؤوس حربية ضد الآليات المدرعة. ورأى التحقيق أن منظومة الصواريخ البرية للجيش لم تكن ملائمة للحرب.
وفي أعقاب ذلك، بدأ جيش الاحتلال العمل باتجاه تطوير رؤوس حربية حديثة لهذه الصواريخ، كي تتمكن من ضرب قوات مشاة، وتحصينات ومبان، مع الإشارة إلى وجود نوعيات منها تُستخدم أساساً لضرب الدبابات أو أية آليات مدرّعة أخرى.
وأشار سلاح البر إلى أن سلاح الجو سبق أن واجه المشكلة نفسها قبل نحو خمس سنوات فقط، عندما كان يستخدم نماذج مشابهة جداً لهذه الصواريخ، في التصفيات التي كان ينفّذها، وعندها، جرى تطوير سريع للرؤوس الحربية ضد الانسان والمباني والتحصينات.
وكشف التحقيق عيباً آخر في مجال الصواريخ يتمثل في أنه، خلال الحرب الاخيرة، لم يخوّل قادة الكتائب عموماً استخدام وحدات الصواريخ، بل كان يجري ذلك عبر قادة الألوية والفرق، وهو ما جعل الأمر معقداً وبطيئاً نسبياً.
وأوصى التحقيق بمنح قادة الكتائب القدرة على استخدام الصواريخ بأمر مباشر منهم. وأشار الى خلاصة مركزية مفادها «نجاعة عالية وفاعلية منخفضة»، أي أن المدفعية اطلقت كميات كبيرة بمهنية ونجاعة، ولكن تأثيرها المتراكم كان منخفضاً.