الحسكة | حققت «وحدات حماية الشعب» الكردية، تقدماً مهماً في ريف الحسكة الغربي، حيث سيطرت على بلدة عالية الاستراتيجية، بالإضافة إلى قرابة 30 قرية ومزرعة، أمام تراجع «داعش» وسط غطاء ناري كثيف من طائرات «التحالف» الدولي. في موازاة ذلك، تقدمت «الوحدات» في ريف تل أبيض في محافظة الرقة مسيطرة على عدد من القرى فيها.
«الوحدات» تقدمت في ثلاثة محاور في الريف الغربي لمحافظة الحسكة: الأوّل، ريف تل تمر الغربي، والتي سيطرت خلاله على بلدة عالية وصوامع الحبوب فيها، وعدد من القرى المحيطة، بعد عدد كبير من الغارات التي نفذها «التحالف» في المنطقة طوال الأيام العشرة الماضية. وبذلك، تمنحُ السيطرة على بلدة العالية «الوحدات» قدرة على التقدّم باتجاه بلدة مبروكة، آخر معاقل «داعش» بين مدينة رأس العين والرقة، وتفتح المجال لها للتقدم باتجاه الكنطري وطريق عين عيسى، وصولاً إلى جسر قرقوزاه، حيث توجد «الوحدات» على طريق الحسكة ــ حلب الدولي، ما يعني ربط الحسكة بمدينة عين العرب (كوباني)، كخطة بديلة أو موازية للعمليات التي تقوم بها «الوحدات» في المنطقة الفاصلة بين مدينتي عين العرب وتل أبيض، وصولاً إلى مدينة رأس العين. أما المحور الثاني على طريق الحسكة ــ تل تمر الجنوبي، فبعد السيطرة على بلدة تل مجدل (14 كم غرب الحسكة)، سيطرت «الوحدات» على قرى الشملان والعشرة، وصولاً إلى قرية أم الكبر التي تشهد اشتباكات قوية بين «داعش» و«الوحدات»، مع تضارب الأنباء عن تمكّن الأخيرة من السيطرة عليها.

تتقدم «الوحدات» نحو آخر معاقل «داعش» بين رأس العين والرقة
وفي المحور الثالث تقدّمت «الوحدات» على طريق الحسكة ــ تل تمر الشمالي، وسيطرت على قرية الدباخية (12 كم عن مدينة الحسكة) ومزارع محيطة. ولتكون بذلك عمليات «الوحدات» التي شهدت زخماً متتالياً في اتجاهات عدة، بتنسيق مع طائرات «التحالف»، في استنساخ لتجربة تل حميس وتل براك.
وتؤكد المصادر الميدانية أنّ «التحالف نفّذ أكثر من عشرات الطلعات جوية في ريف الحسكة الغربي من جبل عبد العزيز، وصولاً إلى مبروكة، والتي استهدفت خلالها مواقع وخطوط إمداد داعش في المنطقة». المصادر ذاتها لفتت إلى أنّ «الغارات تهدف إلى شلّ حركة داعش في المنطقة، ما يتيح للوحدات تقدماً برياً تقضم خلاله أكبر مساحة جغرافية ممكنة في الريف الغربي للمحافظة، لتأمين مدن الحسكة ورأس العين وتل تمر، من هجمات داعش».
وفي ريف تل أبيض الغربي، سيطرت «الوحدات» بالتعاون مع «غرفة عمليات بركان الفرات» التابعة لـ«الجيش الحر» على قرية زري، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة في قريتي بدرخان وشاش على بعد 25 كم من مدينة تل أبيض. وبحسب الناطق باسم «غرفة العمليات»، شرفان درويش، فإن «التقدم حصل بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي استهدف المنطقة بعدد من الضربات الجوية». يأتي ذلك في وقت أفشلت فيه «الوحدات» محاولات تقدّم عدة لـ«داعش» على طريق الحسكة ــ حلب بالقرب من جسر قرقوزاه.