يحيى دبوق
يتجاوز تعيين رئيس حزب يسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للشؤون الاستراتيجية، أبعاده المرتبطة بالسياسية الداخلية والحكومية إلى كونه إشهارا للقبضة الإسرائيلية في مواجهة التهديد النووي الإيراني.
ووفقاً لتعليمات رئيس الحكومة إيهود أولمرت سيعمل ليبرمان «منسقاً بين الموساد والأجهزة الاستخبارية الخاصة، ولجنة الطاقة الذرية، الجيش الإسرائيلي ومجلس الأمن القومي»، لإزالة التهديد النووي الإيراني.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن أولمرت كان عشية قراره تعيين ليبرمان، «قلقاً جداً من تجاهل إيران لمطالب المجتمع الدولي بهدف إيقاف مسار تحولها إلى دولة نووية». وما زاد من الخشية الإسرائيلية هو «الرد الدولي المتسامح على التجربة النووية الكورية»، وهو ما دفع أولمرت إلى السعي إلى «تسريع شراكة إسرائيل في معالجة التهديدات»، فضلاً عن كونه يدعم ما يقوم به الرئيس الأميركي جورج بوش، والأمم المتحدة والدول الغربية.
وفي هذا السياق، أوضح مقربون من رئيس الحكومة أن أولمرت «ينوي طرح استمرار الضغوط على طهران» على المجتمع الدولي، وأنه يريد رفع مستوى مشاركة إسرائيل في معالجة التهديد الإيراني. وينبع هذا التوجه من خشيته من أن طهران تقترب من العتبة التي لن يمكن بعدها كبح قدرتها على إنتاج قنبلتها النووية الأولى.
وأكد مصدر رفيع في مكتب أولمرت أن الأنباء التي وردت عن بناء منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم في الأراضي الإيرانية «شكلت عاملاً مسرعاً لأولمرت للعمل. وبسبب ذلك عيَّن ليبرمان لمنصب المنسق الأعلى بين كل الأجهزة الإسرائيلية التي تعالج المشروع النووي الإيراني. وأوضح المصدر أن أولمرت يريد بتعيين ليبرمان «رفع قبضته في مواجهة القنبلة الإيرانية» بعدما بدا واضحاً «انعدام حول المجتمع الدولي» في مواجهة إيران.
وسيدعو أولمرت، خلال الأسبوع المقبل، الوزراء وقادة الأجهزة العاملين في موضوع التهديد الإيراني: وزيرة الخارجية، ووزير الدفاع، ووزير المواصلات المسؤول عن الحوار الاستراتيجي، ووزير العدل المسؤول عن الأجهزة السرية، ورئيس الموساد، ورئيس مجلس الأمن القومي، وقائد الأركان للجيش الإسرائيلي، ورئيس أمان، وقائد سلاح الجو، ورئيس لجنة الطاقة الذرية. وسيجتمع هؤلاء مع أولمرت ومع ليبرمان من أجل بلورة طريق العمل المشترك. ووفقاً لما أوضحت جهات في محيط أولمرت، فإن الهدف من هذا الاجتماع هو أن «يواصل كل من هذه الأجهزة عمله». وسيوضح أولمرت أن ليبرمان «لن يقضم من صلاحياتهم، بل سيركز عملهم من أجل أن تكون اسرائيل شريكاً مساهماً في المواجهة الدولية في اجتثاث تهديد القنبلة النووية الإيرانية».