علي حيدر
حذّرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أمان، من إمكان تعرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للاغتيال، معتبرة أن أحداً في لبنان لا يحول دون إعادة تسليح حزب الله، ومشددة في الوقت نفسه على أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يهدف من دعواته إلى السلام سوى الى "تخفيف الضغوط عليه" و"فك عزلته".
وتحدث ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات عن سعي حزب الله "إلى إضعاف رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وربما الى إسقاط حكومته". وقدّر بأن الهدف من وراء ذلك "ألّا يتمكن (السنيورة) من تنفيذ جدول أعماله".
وعبّر الضابط، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن اعتقاده بإمكان اغتيال السنيورة وقدّر بأن "تُطرح" عملية الاغتيال هذه "على جدول الأعمال فقط اذا لم تعط الأساليب الأخرى للتغيير السياسي ثمارها"، مشيراً إلى أنه "لن يُفاجأ اذا حاول أحد ما استهداف رئيس الحكومة اللبنانية".
وتناول الضابط أيضاً جهود حزب الله الأساسية في هذه المرحلة ورأى أنه يعمل على المستوى الميداني "من أجل ترميم منظوماته في جنوب لبنان، بما فيها منطقة جنوب الليطاني". واستثنى من ذلك خط المواقع الأمامية لحزب الله على طول الحدود "التي أصيبت خلال الحرب".
وبشأن مدى تأثير انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على طول الحدود، أشار الضابط نفسه الى أن مساحة عمل حزب الله حالياً "أصبحت أكثر إشكالية"، وعزا ذلك الى انتشار حوالى 8000 جندي لبناني وحوالى 6000 من قوات اليونيفيل "الأمر الذي يدفع حزب الله إلى أن يُخفّض من ظهوره". ووصَّف الاتجاه السائد حالياً في جنوب لبنان بأنه "العيش معاً" من خلال تفاهم بين الجيش اللبناني وحزب الله، والذي يرتكز بشكل أساسي، بحسب الضابط، على توافق سياسي بين السنيورة والسيد حسن نصر الله "الذي لن ينزع سلاح منظمته". وخلص الضابط الى أن "الوضع الذي تشكّل حالياً في الميدان هو أن لا أحد يمنع إعادة ترميم قدرات حزب الله ومواقعه".
وفي ظل التقديرات المتعارضة حول إمكان نشوب مواجهة جديدة بين حزب الله واسرائيل، رأى الضابط أن ذلك لن يحصل، "ليس بالضرورة". لكنه استدرك قائلاً إن "حزب الله لا ينوي التنازل عن هدفه كمنظمة قادرة وباستطاعتها مقاتلة اسرائيل"، مشدداً على أن حزب الله يعمل بكل الأساليب لإعادة بناء نفسه "من أجل الوصول الى الوضع الذي يتمكن فيه من تجديد النشاطات التخريبية على طول الحدود عندما يريد".
وبعدما تناول إلغاء حزب الله احتفال "يوم القدس"، قال الضابط إن نصر الله "سيجد الفرصة للظهور العلني في الفترة القريبة"، مشيراً إلى حاجته الى تقليص ظهوره العلني الى الحد الأدنى تجنباً لاستهدافه، وإلى أن "قدرته على إدارة منظمته كقائد لم تتضرر".
وفي سياق الحديث المتزايد داخل اسرائيل عن الموقف المطلوب اتخاذه من دعوات الأسد إلى السلام، قال ضابط الاستخبارات إنه "ليس واثقاً" بأن الرئيس السوري يريد السلام بل "الأمر الأساسي الذي يريده هو بقاء نظامه". ووضع دعوات الأسد ضمن إطار الوسائل التي يعتمدها عندما "يلحظ أن هناك تهديدات تتربص بنظامه".
ورأى الضابط أن هناك تناقضاً بين دعوات السلام التي يطلقها الأسد عبر "مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية" وبين الدعوات "الحربجية" التي يوجهها إلى الجمهور السوري والتي يشير فيها الى أنه سيقوم بـ"مقاومة" من أجل تحرير الجولان، مشدداً على أن الأسد «لا يريد حرباً» أيضاً.
وقال الضابط إن الجيش السوري "خفض جزءاً من استعداداته" التي رفعها خلال الحرب على لبنان، وأبقى "على جزء آخر". وربط بين المحافظة على جهوزية الجيش السوري والتوجه السوري "للرد اذا هوجمت سوريا من إسرائيل"، مشيرا إلى أن هناك تحسناً في استعدادات سوريا للرد لكن لم يتم تشخيص استعدادات في الجيش السوري لمهاجمة اسرائيل.
وكما عبّر أكثر من مسؤول سياسي وعسكري إسرائيلي عن مخاوفهم من استفادة سوريا عسكرياً من هذه حرب لبنان، قال الضابط "إن الجيش السوري يركز حالياً على تعزيز قدراته القتالية استناداً الى العبر المستخلصة من حرب لبنان، مثل منظومة الصواريخ أرض أرض".