بين “تشريع” البؤر العشوائية وتوسيع أخرى، بات من المؤكد أن الاستيطان يتجه إلى ابتلاع معظم أراضي الضفة الغربية، رغم ما تعلنه الحكومة الإسرائيلية عن تجميد المشاريع الاستيطانية طبقاً لـ“خريطة الطريق”.وأفادت تقارير صحافية إسرائيلية بأن وزير الدفاع عامير بيرتس لا ينوي إخلاء بؤر استيطانية كاملة في فترة قريبة، وأن تعليمات بيرتس ستتركز في المرحلة الأولى على هدم 86 مبنى غير قانوني في الضفة الغربية، بينها 47 مبنى شيدها مستوطنون، و39 مبنى شيده فلسطينيون.
وأشارت صحيفة “هآرتس”، نقلاً عن مصادر عسكرية، إلى عدم حصول أية نقاشات جدية في الجيش بشأن إخلاء البؤر الاستيطانية، وخصوصاً في المدى المنظور.
وبحسب الصحيفة، فإن بين المباني المنوي إخلاؤها وهدمها أكثر من 20 في “تل طوانه” جنوبي جبال الخليل، وعدداً قليلاً في مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي مدينة نابلس، إضافة إلى مبانٍ تقع في مستوطنة “بساغوت” قرب رام الله، وفي “أفرات” في “غوش عتسيون”، و“كريات أرباع”.
ونفى مكتب بيرتس ما أوردته “هآرتس”، مشدداً على أن الخطة تشمل إخلاء بؤر استيطانية كاملة، لا مبان منعزلة فقط.
يذكر أن مهلة الأسبوعين، التي حددها بيرتس للمفاوضات مع المجلس الاستيطاني، حول إخلاء البؤر الاستيطانية بالاتفاق، تنتهي يوم الاثنين المقبل.
وذكرت “هآرتس” أن هناك اتصالات هاتفية بين مكتبي رئيس الحكومة ووزير الدفاع من جهة، وقيادة المستوطنين من جهة ثانية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على قائمتين: الأولى ترخيص عدد من البؤر وجعلها قانونية، والثانية قائمة البؤر التي ستُخلى. إلا أنه لم يُتَوَصَّل بعد إلى اتفاق.
وفي هذا السياق يُشار إلى أن إحدى البؤر الاستيطانية التي يجري الحديث عنها «غفعات أساف»، وتبعد 3.5 كيلومترات عن مستوطنة «بيت إيل»، تجري دراسة إمكان تحويلها إلى قاعدة عسكرية، بدلاً من إعادتها إلى أصحابها الفلسطينيين.
ونقلت “هآرتس” أول من أمس عن تقرير حكومي، أن المستوطنات اليهودية تتسع في الضفة الغربية المحتلة. وقالت إن “هذه النتائج جاءت في دراسة سرية استمرت عامين تناولت عمليات “تشييد نشطة”.
واتهم التقرير بعض المسؤولين الاسرائيليين، الذين لم يكشف عنهم بالاسم، بشطب السجلات عن عمد من قاعدة بيانات عن الاستيطان من أجل إخفاء حجم التوسع. ونقلت الصحيفة عن التقرير قوله إن “التشييد هناك مستمر منذ سنوات عديدة وفي انتهاك صارخ للقانون”.
وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الدراسة بشأن المستوطنات موجودة، لكنها رفضت بحث محتوياتها أو ادعاءات بأن موظفين حكوميين عبثوا بقاعدة بيانات البناء. وقالت: “هذا الموضوع كان مصنفاً على أنه سري لأنه لم يقدم إلى الحكومة بعد. وعندما يأتي الوقت فإن الأجزاء المناسبة ستنشر”.
ولم تذكر “هآرتس” إحصاءات عن التوسع الاستيطاني، إلا أن حركة “السلام الآن” الإسرائيلية أفادت أمس بأن المناقصات لبناء 952 وحدة استيطانية جديدة طرحت في الأشهر الثمانية الأولى وحتى آب من العام الجاري، وهو معدل قريب من نظيره في سنة 2005.
ووفقاً لـ“السلام الآن” يوجد حالياً 101 موقع ناء من 107 مواقع حددتها دراسة حكومية في العام الماضي. لكن الجماعة قالت إن مستوطنين بدأوا في وضع البنية الأساسية مثل الطرق والمرافق في 43 موقعاً.
وامتنع المتحدث باسم القنصلية الأميركية في القدس المحتلة ستيوارت توتل عن التعقيب على تقرير “هآرتس”. وقال: “إذا كانت هناك قضايا تتعلق بتنفيذ التزامات معينة في خريطة الطريق فإن هذه أمور نطرحها على الإسرائيليين في اتصالات ديبلوماسية خاصة”.
(الأخبار)