اغتنمت العاصمة الإيرانية طهران، أمس، فرصة استقبال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، لتعيد التأكيد على مجمل المواقف تجاه التطورات في العراق وفي المنطقة، وكذلك رفض أي سياسات تؤدي إلى تقسيم العراق.وأكد مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي، خلال استقبال معصوم، استعداد إيران لتقديم مختلف أشكال المساعدة إلى العراق من أجل تقدمه واستقراره، موضحاً أن «العلاقات الحالية بين إيران والعراق لا نظير لها مقارنة بالسنين السابقة، وهو ما يؤشر إلى حكمة وحنكة الأشقاء العراقيين». وأضاف أن «العراق بما له من مكانة قادر بالتأكيد على أن يكون مؤثراً في قضايا المنطقة، وعليه توظيف هذه القدرة أكثر من أي وقت مضى».

ووصف خامنئي العراق بأنه «من بين بضعة بلدان عربية وإسلامية مهمة تمتلك خصائص فريدة من نوعها»، معتبراً كذلك أن «وجود حكومة شعبية تتمتع بالاستقرار في العراق من بين المزايا الفريدة لهذا البلد في أوساط البلدان العربية». ودعا المكونات العراقية المختلفة إلى صون مكسب الحكومة الشعبية وعدم السماح للخلافات بالمساس بهذا الإنجاز التاريخي للشعب العراقي.
معصوم: البدء
قريباً بمدّ خطّ سكة الحديد بين العراق وإيران

من جهة أخرى، شدد الرئيس حسن روحاني، خلال استقبال معصوم في وقت سابق، على «أهمية وحدة الشعب العراقي للحفاظ على نعمة الديموقراطية في هذا البلد»، مضيفاً أن بلاده مرتاحة بشأن «اضطلاع كافة مكونات الشعب العراقي من الشيعة والسنّة والأكراد بدورهم في حماية هذه النعمة، وأن الشعوب الأخرى في المنطقة تساعدهم في هذا المسار».
وفي حين رحّب روحاني بموقف بغداد حيال المفاوضات بين إيران و«مجموعة 5+1»، أكد أن طهران «تعارض أي حديث أو وجهة نظر تمس وحدة العراق، وأن الشعب العراقي لن يسمح للقوى من خارج المنطقة بأن تتحدث في إطار بث التفرقة والانشقاق في العراق وأن يُتخذ القرار بهذا الشأن». وأكد كذلك على «حفظ الأمن والاستقرار في العراق»، قائلاً إن «الإرهاب في المنطقة يشكل خطراً يجب على كافة دول المنطقه أن يساعد بعضها بعضاً للقضاء عليه، وإذا أثار البعض مشاكل للعراق من خلال الجماعات الإرهابية ودعمها، يجب أن يعلموا بأن هذه المشكلة لن تبقى في العراق بل ستطالهم أيضاً».
وفي السياق، رأى روحاني أن «هذه المفارقة الساخرة ستسجل في التاريخ أن الدول التي تموّل الجماعات الإرهابية وتزودها بالسلاح هي نفسها التي تقول في وقت آخر إنها شكلت تحالفاً لقصف هؤلاء الإرهابيين».
وتطرق الرئيس الإيراني إلى التطورات الإقليمية، حيث أشار إلى الوضع في اليمن، معتبراً أن «القضية اليمنية تحولت اليوم إلى كارثة إنسانية». وقال: «يجب أن نقدم المساعدة كي تستقر حياة الشعب اليمني وهدوؤه، وعندها نوفر الظروف كي يبدأ الحوار بين المجموعات اليمنية في ظل وقف إطلاق النار الشامل».
وتطرق كذلك إلى «الأوضاع الصعبة للشعب السوري»، وقال إنه «يجب طرد الإرهابيين من سوريا في البداية، وأن يستتب الأمن والاستقرار النسبي فيها، وأن يعود النازحون، وعندها سيتم توفير الظروف للإجراءات اللازمة من أجل توفير مطلب الشعب».
من جهة أخرى، أشاد الرئيس العراقي فؤاد معصوم بمتانة العلاقات العراقية ــ الإيرانية، مؤكداً اهتمام العراق بتطويرها نحو الأفضل في كل المجالات، كذلك شكر إيران على مساعداتها، سواء عبر تقديم السلاح أو المساعدات الإنسانية، لمحاربة تنظيم «داعش».
وأوضح معصوم أنّ «تنظيم داعش بدأ بمحاربة الأقليات في العراق، كالإيزيدية والمسيحية، ثم سرعان ما شمل بإرهابه وجرائمه كافة المكونات العراقية الأخرى دون استثناء». وكشف معصوم عن قرب البدء بمد خط سكة الحديد بين العراق وإيران، مشيراً إلى أن مباحثاته مع الرئيس روحاني كانت حول مدّ أنابيب النفط والغاز عبر الأراضي الإيرانية.
(الأخبار)