يحيى دبوق
خلصت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، في إطار التحقيق الخاص الذي تجريه لفحص إخفاقات العدوان على لبنان، أن الفشل وسم المستويات القيادية والعملياتية لوحدات الجيش الإسرائيلي، من خلال فقدان الجاهزية العسكرية والنقص الخطير في المعدات والمنظومة اللوجستية، إضافة إلى التخبط في إدارة الحرب وفي أهدافها.
وكانت اللجنة قد استمعت لشهادات ضباط وجنود خاضوا المعارك في لبنان. ولم تحظ أي من الوحدات العسكرية بالتقدير، سوى الاستخبارات، بسبب الإخفاق والنقص الخطير في المعدات والميزانية والانخفاض في مستوى الجاهزية القتالية عبر الإدارة غير القويمة للحرب، إضافة إلى البلبلة التي اتسمت بها الأوامر العسكرية وأهداف الحرب.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست تساحي هانغبي، إن «شهادات الجنود قدمت صورة عما دار ميدانياً (خلال الحرب)، ويجري الآن درس هذه الشهادات على المستوى القيادي، وستباشر اللجان الفرعية (التابعة للخارجية والأمن) عملاً مكثفاً، وستستدعي وزير الدفاع (عامير بيرتس) ورئيس الاركان (دان حالوتس) إضافة إلى قادة المناطق والفرق العسكرية».
ويبدو أن اللجنة تتّجه إلى تبرئة سلاح الاستخبارات من القصور والإخفاق الذي وسم العدوان على لبنان، ذلك أن استنتاج اللجنة، حسبما أوضح عضو رفيع المستوى فيها لصحيفة «معاريف» أمس، هو أن «الجيش الإسرائيلي كان على دراية وعلم بما لدى حزب الله من تشكيلات وأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدروع والمخابئ وشبكة الخنادق المحصّنة، إضافة إلى علمه بمسارات نقل السلاح وأساليب القيادة»، موضحاً أن «الاستخبارات وفّرت للجيش الاسرائيلي معلومات عن أن حزب الله يعتزم جرّ قواتنا على طول الحدود، ورغم ذلك وقع الجيش في الشرك الذي نصبه حزب الله».
وكشف المصدر الرفيع نفسه، أن الجيش الإسرائيلي أجرى قبل الحرب مناورة سمّاها «تكاتف الأذرع» في إطار استعداداته للحرب في إطار السنياريو الآتي: «يختطف حزب الله جنوداً إسرائيليين، فيردّ الجيش الإسرائيلي عليه بقسوة، عندها يشرع حزب الله بقصف الجبهة الداخلية لأسابيع، فيتحرك الجيش برّاً في عمق لبنان». وأضاف أن «المناورة نجحت لكنها فشلت خلال الحرب».
وتظهر شهادات الجنود، بحسب المعطيات التي توافرت للّجنة، أن «القيادة العسكرية للجيش الإسرائيلي وقعت في بلبلة كاملة وفقدان للأعصاب خلال أدائها، بل سُجّل تغيير في المهمات باستمرار، وفَهمت وحدات عديدة مهمتها الموكلة إليها بشكل مختلف».
ويحمّل عضوا لجنة الخارجية والأمن النائب ران كوهين من حزب ميرتس اليساري، والنائب يوفال شاينتس من حزب الليكود اليميني، رئيس الأركان والمستويات القيادية المسؤولية المباشرة عن البلبلة. ويصف رئيس اللجنة هانغبي المقصود بالبلبلة فيقول ان «تدمير منصّات صواريخ حزب الله لم تتقرر هدفاً مركزياً للحرب، إذ إن الجنود سمعوا عن جباية ثمن وعن انتصارات معنوية وعن قضم في قوة حزب الله وكيّ وليّ» كأهداف للحرب.