بيريز: يجب دعم حكومتي السنيورة وعباسقال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس إن العدوان الأخير على لبنان يشكل «عنصراً رادعاً» لسوريا، مجدداً دعوته إلى عقد لقاء مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى دعم حكومته وحكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال أولمرت، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست التي مثل أمامها أمس للمرة الأولى بعد وقف إطلاق النار: «ما قمنا به في لبنان يشكل عنصراً رادعاً في مقابل السوريين»، مشيراً إلى أن السوريين يفهمون بأننا قيدنا أنفسنا في استخدام القوة خلال القتال في لبنان وأنه «إذا اضطررنا للخروج للحرب ضد سوريا سنزيل القيود التي فرضناها على أنفسنا في لبنان في كل ما يتعلق باستخدام القوة».
وحاول أولمرت، الدفاع عن أهداف الحرب، متجاهلاً السقف العالي للأهداف التي وضعها ولم ينفذ منها أي شيء. وثار غضبه عندما تحدثت عضو الكنيست ليمور ليفنات (الليكود) عن فشل إسرائيل في الحرب، فيما أشار عضو الكنيست متان فيلنائي (العمل) إلى أن «إسرائيل لم تكن في وضع معقد كهذا. هذه الحرب الأولى التي نُهزم فيها في ميدان المعركة».
ونتيجة لذلك، ضرب أولمرت بيده على الطاولة وقال: «يؤسفني أن جزءاً من أعضاء الكنيست يفقدون الإحساس بفحص الواقع». وتساءل: «لم نعرف أنه يوجد في لبنان 12 ألف صاروخ؟ لم نعرف أن إيران تؤيدهم؟». وأقر بوجود «فشل في الحرب»، إلا أنه رأى أنه «يوجد أيضاً إنجازات مدهشة». وأضاف: «إننا جميعاً ارتكبنا أخطاء وأنا على رأسهم. نحن الحكومة الوحيدة التي واجهت خطر حزب الله، وأي حكومة أخرى لم تفعل ذلك».
وكرر أولمرت حديثه عن استعداده للقاء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وأعرب عن سعادته لإجراء لقاء كهذا. وفي المقابل، رأى أنه لا إمكانية لإجراء مفاوضات مع دمشق في الظروف الحالية، ما دامت مراكز الإرهاب تعمل من سوريا.
وتعليقاً على كلام أولمرت، قال عضو الكنيست ران كوهين (ميرتس)، إن أقواله تعني «لا للمفاوضات مع سوريا، ولا للمفاوضات مع الفلسطينيين، ولا لخطة التجميع، ولا للجنة تحقيق رسمية».
أما عضو الكنيست داني نافيه (الليكود)، فقال إن تصريحات أولمرت تؤكد الحاجة إلى تأليف لجنة تحقيق رسمية لفحص وإيضاح الفوارق في التوجه بين المستوى السياسي والمستوى العسكري.
وفي هذا السياق، قال عضو الكنيست عن الليكود سيلفان شالوم، في جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: «كان بإمكاننا إجراء صفقة تبادل أسرى قبل الحرب، وكنا بذلك وفرنا على أنفسنا حياة أناس كثيرين، ومنعنا هدم البيوت والجلوس في الملاجئ لفترة طويلة». وأضاف: «حقيقة أن (الجنود) المختطفين ليسوا معنا تدل على أن الأهداف التي وضعتها الحكومة لم تتحقق، لهذا فالأمر يستحق الفحص من قبل لجنة تحقيق رسمية، تحقق في إخفاقات الحرب».
كذلك، قال أولمرت إنه يرغب بإجراء حوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشدداً على أن «المشكلة» الفلسطينية هي أكثر المسائل التي تواجه الدولة العبرية إلحاحاً.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أولمرت أفاد أمام لجنة الخارجية والأمن بأنه جمد في الوقت الراهن خطته لانسحاب إسرائيل من أجزاء من الضفة الغربية بعد الحرب في لبنان. ونقلت الإذاعة عنه قوله: «ما كنت أعتقد أنه صواب يجب فعله في المنطقة الفلسطينية قبل أشهر تغير الآن».
ونفى أولمرت في بداية كلمته أمام اللجنة التقارير التي تحدثت عن صفقة تتبلور يطلق بموجبها سراح الجندي المخطوف جلعاد شاليط.
وطالب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إسرائيل بدعم حكومة السنيورة ومحمود عباس في صراعهما لبسط سيطرتهما الكاملة على كامل أراضيهما. وقال، في مقال نشرته صحيفة الـ»غارديان» البريطانية (الاثنين) إن نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان: «جدد آمال التوصل إلى سلام شامل مع لبنان الذي كان السنيورة قد دعا إليه».
وفيما دعا إلى أن يكون الرد الإسرائيلي «إيجابياً وعلنياً وجلياً للسلام مع لبنان»، أشار إلى أن الفشل في تحقيق السلام مع الفلسطينيين «لم يكن نتيجة ضغينة من جانب إسرائيل، بل نتيجة غياب الوحدة بين الفلسطينيين»، مشيراً إلى «أن الفلسطينيين الذين يريدون السلام لا يملكون القوة لدفعه إلى الأمام، فيما يملك الآخرون، الذين لا يريدون السلام، القوة لمنعه».
واقترح بيريز إقامة «شراكة بين بلاده والأردن والفلسطينيين عبر مقاربة اقتصادية لا سياسية لتأمين استقرار المنطقة». وشدد على ضرورة أن تعرض إسرائيل على الفلسطينيين «الدخول في مفاوضات سياسية وديبلوماسية تنحصر في إطار الأرضية المقبولة من قبل المجتمع الدولي والفلسطينيين أنفسهم وخطة خريطة الطريق للسلام على أن يتم في الوقت نفسه إزالة وزر الضائقة الاقتصادية من خلال مثلث التنمية هذا».
كما قال بيريز «إن على إسرائيل استخلاص الدروس من الحرب في لبنان وإعادة النظر في مقاربتها للمسائل العسكرية»، مضيفا أنه «اختبرنا في لبنان شكلاً جديداً من أشكال القتال».
وأضاف أن «الإرهابيين موجودون مثل الطفيليات في بلدان ليست بلدانهم ويتحولون جيشاً في داخل الجيش، مع حرية ارتداء الزي العسكري أو نزعه كما يحلو لهم».
وأشار بيريز إلى أن «الأسلحة الموجودة لدى بلد مثل إسرائيل لم تصنع لحروب هذه هي طبيعتها... والبلاد أيضاً ليست مستعدة لنوع كهذا من النزاعات». وقال إن على إسرائيل التركيز على التكنولوجيا الجديدة، وخصوصاً «الإنسان الآلي المسير عن بعد الذي يعمل في ساحة المعركة»، مع الاحتفاظ بقواتها الدفاعية التقليدية لمواجهة هجوم محتمل من جيش كلاسيكي. ورأى أيضاً أن على إسرائيل ممارسة سياسة «لامركزية المجموعات السكانية».
وكان بيريز قد التقى مع المرشد الروحي لحركة شاس، الحاخام عوفاديا يوسف، وأطلعه على مجموعة من المسائل. وأشار مكتب بيريز إلى أن الاثنين تباحثا في «الوضع في لبنان وإنجازات إسرائيل في الحرب، بما فيها المس بمئات رجال حزب الله، ونشر قوات دولية وفرض الحظر على السلاح»، إضافة إلى أن بيريز أطلع الحاخام على موضوع تطوير الجليل والنقب.
وربطت جهات حزبية بين زيارة بيريز لمنزل الحاخام وإمكان منافسته على منصب رئاسة الدولة بهدف ضمان تأييد شاس الذي سبق أن دعم الرئيس الحالي موشيه كتساف خلال المنافسة التي جرت بينه وبين بيريز.