علي حيدر
طمأن وزير الدفاع الإسرائيلي وزعيم حزب العمل عمير بيرتس أمس رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى أنه ليس مهتماً بتفكيك الائتلاف الحاكم، وأقر بوجود عيوب خلال العدوان على لبنان، وشدد على أنه "لا يدعو الى طمسها وإخفائها".
وأكد بيرتس، في كلمة أمام ممثلي حزب العمل، أنه «لو قامت إسرائيل بتوجيه ضربة بهذه القوة عام ألفين لكان من المشكوك فيه أن نشهد حادثة خطف جديدة، وأنا آمل أن لا تتكرر الحادثة».
ورأى بيرتس أن "الواقع الاستراتيجي على طول الحدود الشمالية تغيّر بشكل جذري، الجيش اللبناني انتشر، القوة الدولية آخذة بالتبلور وستكون في المكان الذي يضمن تنفيذ القرار 1701، كما التزمنا في بداية الحرب، حزب الله لم يعد موجوداً على السياج الحدودي... وكل المنظومة المحصنة الضخمة التي أنشأها حزب الله باستثمارات كبيرة طوال سنوات طويلة في جنوب لبنان وعلى طول الحدود، تحطمت".
ورأى بيرتس أن "كل انتقاد يعتبر الحرب فاشلة يتسبب بأضرار من دون أي تمييز وينبغي أن نحذر ونحترم المقاتلين"، معرباً عن استعداده لتقبل كل الانتقادات المنطقية.
وتطرّق بيرتس الى الصراعات الداخلية في حزب العمل. وقال "كل الذين يريدون، وكل من يريد المنافسة على قيادة الحزب مدعو إلى المنافسة في الوقت الذي يقرره الحزب على أنه الوقت الصحيح. ليس لدي شك في أن الحقيقة ستنتصر، لكن حتى ذلك الحين، على الجميع احترام قرار منتسبي العمل ومؤسساته". وأرسل بيرتس إشارات إيجابية لحزب كديما بقوله "ليس لدي أي اهتمام بتفكيك الحكومة، ولا بأي حكومة أخرى. على ماذا سنحصل؟ حكومة يمينية تصادمية؟".
وشدد بيرتس على أن خطة التجميع أُسقطت من جدول الأعمال. وقال إن حزب العمل ينبغي أن يدعو الى استئناف مفاوضات السلام سريعاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. إلا أنه اشترط للقيام بذلك عودة الجندي الأسير لدى الفصائل الفلسطينية جلعاد شاليط ووقف إطلاق صواريخ القسام.
ورغم المواقف المطمئنة لبيرتس، يواجه الائتلاف الحكومي، برئاسة إيهود أولمرت، مشاكل آخذة في التفاقم على خلفية التباينات التي ظهرت بين أطراف الحكومة، سواء بالنسبة إلى تأييد حزب العمل تأليف لجنة تحقيق رسمية، أم بسبب الصعوبات التي يضعها حزب العمل والمتقاعدون في وجه إقرار الموازنة.
في هذا السياق، دعا وزير الداخلية روني برؤون الى توسيع الائتلاف الحكومي وتأليف حكومة طوارئ وطنية وهو ما يعكس اتساع دائرة النقاش حول هذا الطرح وتباين التقديرات والمواقف فضلاً عن التخبط الذي يعيشه أولمرت.
ودعا برؤون، المقرب من رئيس الحكومة، إلى "توسيع الائتلاف الحكومي بحيث يضم كل الأحزاب الصهيونية". وقال، في خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي لجامعة بار إيلان، "إن حكومة لا تعتمد على قاعدة ائتلافية واسعة لن تتمكن من الوقوف أمام التهديد الإيراني". وانتقد برؤون نظام الحكم في إسرائيل واعتبره سيئاً ومليئاً بالعلّات. وقال "إن عدم الاستقرار، وقدرة الحكم هما نتيجة الهيكل السياسي المعيب. والفشل البنيوي في النظام السياسي تسبّب بمس خطير في ثقة الجمهور بكل الأطر السياسية".
وتحدث برؤون عن أن القيادة تشتغل "ببقائها" "وتتخذ قرارات مصيرية للمستقبل من أجل ألّا تتفكك".
من جهة أخرى، ذكرت مصادر رفيعة المستوى في حزب كديما أن الحزب نجح، في الأسابيع الأخيرة، في منع تسلل أعضاء من حزب الليكود الى داخل جسمه، مؤكداً أنهم "حاولوا الدخول بطرق غير سليمة".
إلى ذلك، التقت عائلتا الجنديين الأسيرين لدى حزب الله أولمرت، بناء على طلبهما، وأعربتا له عن معارضتهما رفع الحصار عن لبنان. وقالت العائلتان لأولمرت "من غير الممكن رفع الحصار وعدم تنفيذ بقية أجزاء القرار 1701، بما فيها إعادة الجنود" الأسرى. وطالبتا باستمرار الحصار الى حين تلقي إشارة حياة عن ابنيهما. أضافتا أن "أولمرت سبق أن تعهد لهما في الماضي أنه سيفعل ذلك (رفع الحصار في مقابل إشارة حياة عن الجنود)".
وقال شقيق الجندي الأسير الدد ريغف، بني ريغف، لإذاعة الجيش، "إن الجنديين موجودان حالياً في لبنان وبعد رفع الحصار يمكن أن يصلا الى طهران. وينبغي النظر إلى رون أراد، ويمكن أن يكون هذا الوضع معهم".
كما دعا والد الجندي الأسير إيهود غولدوفسر، شلومو غولدوفسر، أولمرت الى الموافقة على صفقة تبادل الأسرى. وقال، في نهاية اللقاء، "نحن طلبنا من الحكومة العمل بسرعة من أجل إيجاد وسيط يبدأ مفاوضات مباشرة مع منظمة حزب الله. مفاوضات كهذه تفترض دفع ثمن ونحن نطلب بأن توافق الحكومة، ضمن هذا الإطار، على تحرير معتقلين لبنانيين".
أضاف غولدوفسر إنه لا يؤمن بأن الحرب في لبنان استهدفت تحرير الجنديين، إذ هناك "وسائل أكثر بساطة لتحريرهما، إنما كانت هذه الحرب ضرورة فرضها الواقع الذي تشكّل في أعقاب وجود حزب الله قرب الحدود». وعندما سئل هل ما زال يؤمن بتعهدات رئيس الحكومة، أجاب "هذا رئيس الحكومة الوحيد وليس هناك رئيس آخر".