شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق العبر التي استخلصها بشكل أوّلي من عدوانه الأخير على لبنان، فقرر زيادة عمليات التدريب في وحدات الاحتياط، والبدء بتحديث وسائل استخبارية كشفت الحرب عن نقصانها، منها الخرائط والصور الاصطناعية.وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الجيش اشترى وسائل قتالية تختص بمجالات عدة "حاسمة" لملء مخازن الطوارئ.
في هذا الوقت، تواصل، لجان التحقيق الخمسون التي ألّفت لبحث جوانب مختلفة من الإخفاقات في الحرب، عملها على أن تقدم بعضها تقارير أولية حتى نهاية العام الجاري.
وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، هناك تسع قضايا مركزية يتركز التحقيق عليها، من بينها النظرية العملانية في قيادة المنطقة الشمالية، والموارد الاستخبارية التي تبلورت قبل الحرب وأثناءها، وجهوزية الاحتياط والجيش النظامي للحرب.
ويولي الجيش الإسرائيلي أهمية خاصة لثلاث معارك حصلت خلال الحرب، وتقرّر التعمّق في دراستها لاستخلاص العبر الضرورية منها، وهما معركتا مارون الراس وبنت جبيل، وتقدم لواء مشاة الاحتياط "اسكندروني" في القطاع الغربي، حيث واجه مشاكل فضائحية، أهمها انقطاع المدد اللوجستي لوحداته، مما أبقى بعضها من دون طعام 36 ساعة.
في هذا السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس، عن اعتراضات حادة كانت قيادات في الجيش أبدتها ضد قرار توسيع العملية البرية الذي سبق وقف النار بثمان وأربعين ساعة. وبحسب الصحيفة، أعرب كل من رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان، اللواء غادي آيزنكوت، ورئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي بايدتس، عن معارضتهما الشديدة للقرار الذي اتخذ يوم الأربعاء، في التاسع من آب، وتأجل تنفيـــذه يومين بسبـــــب التجاذبات داخل القيادة الإسرائيلية.
ورأى بايتدس، في حينه، أن "توسيع العملية البرية في اللحظة الأخيرة لن يؤثر بشكل ملموس في العدو ولن يحقق إنجازات". وقام بايدتس، الذي لم يُستدعَ إلى جلسة المجلس الوزاري المصغر التي اتخذ فيها القرار المذكور، بإيصال موقفه هذا إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس عبر رسالة وجهها إليهما، في خطوة تدلّ على مدى معارضته التي دفعته إلى تجاوز رؤسائه المباشرين في المؤسسة العسكرية.
أما آيزنكوت فقد عارض الأمر "لأسباب عملانية"، كما عارضها السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، اللواء غادي شمني، لدى طرحها على طاولة مكتب أولمرت.
في المقابل، كان رئيس الأركان دان حالوتس من أشد المؤيدين لقرار التوسيع "ولا يزال متمسكاً برأيه حتى الآن".
وكانت قيادة الجيش مارست، في حينه، ضغطاً وُصف بأنه "وحشي" على المستوى السياسي من أجل دفع القرار قُدماً في الميدان، مدعية أنها ستتمكن من تحقيق الأهداف خلال 96 ساعة.
معروف أن المواجهات التي خاضتها المقاومة ضد قوات العدو في تلك الفترة كانت الأشرس خلال الحرب، وقد أسفرت عن مقتل 33 جندياً إسرائيلياً.
(الأخبار)