حيفا ــ فراس خطيب
رغم ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية عن رصد مبالغ لتعويض المتضررين من قصف المقاومة الإسلامية في لبنان خلال الحرب الأخيرة، بدأت الأصوات ترتفع شاكية من بقاء الوضع على ما هو عليه؛ فالدمار الذي خلفته صواريخ المقاومة لا يزال على حاله.
ونشرت صحيفة «يديعوت احـــرونوت» الإسرائيلية تقريراً موسعاً تحت عنوان «من ينقذ بيتي»، تناولت فيه ما «الأوضاع المزرية»، التي يعانيها أصحاب البيوت المتضررة في إسرائيل. وأشارت إلى أنَّ مشاهد دمار البيوت لا تزال هي نفسها، رغــــم مــــرور ستـــــة أسابيع على نهاية الحرب.
وقال أحد المتضررين للصحيفة، إن ترميم بيوت الإسرائيليين «لا يقلق الحكومة الاسرائيلية ولا يبدو قريباً»، وأضاف: «وعدونا بالسرعة والكرم والنجاعة لكنَّ شيئاً لم يحصل. الحكومة الاسرائيلية تتجاهل المصيبة التي حلَّت بنا».
ولا تزال عائلــــة فيلدمان غـــور في حيفا تتنقل بين بيوت الجيران والأقـــــارب. وتقــــــول صاحبة البيت «شعرنا مثلما يشعر اللاجئون. الصاروخ حطَّم البيــــت كليـــــــاً. كــــل الأثــــــــاث والجـــــــدران تحطمــــــت، وأكثر ما يغضبنا هو أننا لا نرى نهاية لهذه الحالة».
وأضافت «قالوا لنا في المكاتب الحكومية إن الحكومة ستمنحكم 500 دولار من أجل استئجار بيت. ادفعوا انتم الايجار والحكومة ستحاسبكم، إلا أن الحكومة لم تفعل حتى الآن». وتابعت «نقودنا في نقص مستمر، وعلى ما يبدو لن تحاسبنا الحكومة».
ويقول صاحب بيت آخر تضرر من القصف: «نحن لا نتوقع من الحكومة أن تبني لنا قصراً. لم نكن نملك قصراً أصلاً. كنا نملك بيتاً متواضعاً ونريد بيتنا المتواضع مرة أخرى، لا اكثر ولا أقل»، مشيراً إلى أنَّ «كل أقاويل الحكومة التي تفيد بأنها ستعمل على دعم المواطنين ظلَّت في سياق الأحاديث فقط». ويوضح «قال لي المهندس إن هذا البيت يجب أن يهدم كلياً وأن يُبنى من جديد، لأن الجدران تصدعت جميعها والعيش فيه يمثّل خطراً جاثماً على من فيه. إلا أنَّ القسم المسؤول عن التعويضات في الحكومة مصمم على أنَّ البيت جيد وصادقوا على ترميم محدد».
وتقول سارا ليفي، التي تسكن «كيبوتس» إلى جانب «كريات شمونة»، إن بيتها الذي تسكنه منذ 46 عاماً تعرّض لقصف شديد، مبينة أنَّ المنطقة لم تتعرض لقصف كهذا منذ عام 1967. الآن، لا تسكن ليفي في البيت بل تسكن إحدى الغرف المعدّة للسياح في المنطقة. وقد قرّر المهندس أن البيت لا يصلح للسكن، إلا أن الحكومة ما زالت تؤخر وتؤجل. وتقول: «كل يوم يمر مثل عام. لا يردّون على الهواتف. يقولون لي في كل يوم غداً، والغد يتحول الى بعد الغد. وهكذا دواليك. حتى صادقوا لي على تعويضات بـ 4500 شيقل (ألف دولار) وهذه فعلاً نكتة».