يحيى دبوق
بدأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، «جولة أميركية» تهدف إلى تنسيق المواقف بين الجانبين لقطع الطريق على احتمال اعتراف دولي بحكومة الوحدة الفلسطينية العتيدة. وغادرت ليفني أمس إلى واشنطن حيث من المقرر أن تجري سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم نظيرتها كوندوليزا رايس، قبل أن تشارك في وقت لاحق في افتتاح الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، والذي تعقد، على هامشه، جملة لقاءات أخرى مع وزراء خارجية عرب.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن اجتماعات ليفني في واشنطن هي جزء من «معركة كبح سياسية» باشرتها إسرائيل ضد حكومة فتح ــ حماس المرتقبة، وهي تهدف إلى استدراج الضغط الدولي على هذه الحكومة للاستجابة لشروط الرباعية الدولية (الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها والتخلي عن العنف و«الإرهاب») قبل رفع الحصار عنها.
وستحاول ليفني استصدار موافقة أميركية على هذا الموقف، تفادياً للوقوع في «السيناريو الأسوأ» بالنسبة إلى إسرائيل، بحسب تقرير أعده خبراء الاستخبارات وشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو «حصول اعتراف دولي بحكومة فلسطينية لا تستجيب للشروط الثلاثة».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الاتصالات التمهيدية التي سبقت زيارة ليفني إلى العاصمة الأميركية أظهرت أن ثمة توافقاً بين الموقفين الإسرائيلي والأميركي من حماس، ومن مطالبة الحكومة الفلسطينية الجديدة بتلبية شروط الرباعية الدولية. وكانت ليفني قد أوضحت الموقف الإسرائيلي أول من أمس خلال محادثاتها مع وزير الخارجية الإسباني الذي زار إسرائيل، عندما قالت «إن أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خيارين: إما قبول الشروط الدولية والتوجه نحو مسار التقدم السياسي، وإما الاستمرار في المسار القائم الذي يعني رفض الشروط وانعدام التقدم».
ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أميرة أورن، لوكالة «يونايتد برس انترناشيونال» ما تناقلته وسائل إعلام من أن ليفني ستبحث مع رايس تسليم المدن الفلسطينية لحرس الرئاسة الفلسطينية الخاضعة مباشرة لإمرة عباس.
وإلى جانب الموضوع الفلسطيني، ستتركز محادثات ليفني مع نظيرتها الأميركية ومع الوزراء العرب الذين ستلتقيهم في الأمم المتحدة على الملفين اللبناني والنووي الإيراني. وستبحث ليفني في الملف اللبناني انتشار القوات الدولية بموجب القرار 1701، وستشدد، بحسب مصادر إسرائيلية، على ضرورة انتشارها عند المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، لمنع تمرير أسلحة إلى حزب الله. وقالت أورن إن إسرائيل تسعى إلى أن تصل الأوضاع في لبنان إلى الحد الذي تتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن «الموقف الإسرائيلي هو التوصل إلى مرحلة يمكن فيها التحادث مع الحكومة اللبنانية من خلال استغلال التغيير الحاصل في هذه الدولة».
وأكدت مصادر إسرائيلية أن ليفني ستلتقي بوزراء خارجية كل من مصر والأردن والمغرب وتونس وموريتانيا والبحرين وقطر وربما الإمارات، على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبحسب المصادر نفسها، فقد أجرى المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني غيلرمان، الترتيبات اللازمة لعقد هذه اللقاءات.