علي حيدر
خلصت لجنة فحص استعداد الجبهة الداخلية للحرب على لبنان الى وجود فشل قيادي خلال العدوان، وإلى أن هذه الجبهة ستتعرض في الحروب المقبلة الى ضربات أشد مما تعرضت له خلال الشهر الماضي وأن على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل الاستعداد لإمكان تعرض كل مدنها للضرب وليس فقط من الشمال.
وقدمت اللجنة، التي يرأسها رئيس الشاباك السابق اللواء (احتياط) عامي أيالون، تقريرها الأوليّ الى رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي. وتضمن التقرير أن ما حصل يعبر عن وجود فشل على مستوى القيادة في إسرائيل كما أن "التجربة التي مرت على الجبهة الداخلية هي أمر بسيط لما يمكن أن يحدث في الحروب المقبلة".
كما عرضت اللجنة لسيناريوهات خطرة تتعلق بالحرب المقبلة: إمكان أن تستخدم سوريا وإيران صواريخ أرض ـــ أرض يحمل كل منها مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، مع الإشارة الى أن دول المواجهة تملك مئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً غير تقليدية وهو ما يجعل مواجهة الجبهة الداخلية لها صعبة جداً. كما طالب التقرير بالاستعداد «لتهديد الصواريخ لوسط البلاد".
وأشار التقرير إلى إخفاقات بالغة في أداء الحكومة وقيادة الجبهة الداخلية في كل ما يتعلق بمعالجة سكان الشمال. كما تناول اعتبار الحكومة القتال الذي يجري في لبنان بأنه "حملة عسكرية" وليس حرباً.
وعليه، فإن إجراءات الطوارئ والخطط التي أعدت لمثل هذه الحالات لم يجرِ تفعيلها. كما لم يجرِ اعتماد نظام اقتصاد لحالة الطوارئ. ويتساءل التقرير عن أسباب ذلك معتبراً أنه "من الصعب فهم منطق عدم تفعيل اقتصاد حالة حرب".
ويدعو التقرير الحكومة والجيش إلى الاستعداد لوضع تكون فيه الحرب المقبلة أوسع بحيث "يتضرر من الصواريخ والقذائف السكان في كل أنحاء البلاد وليس فقط في الشمال". وقدر التقرير أن يصبح "وسط البلاد" مهدداً خلال سنوات بصواريخ قصيرة المدى يمكن أن يحصل عليها الفلسطينيون.
كما ينتقد التقرير عدم تجنيد جنود احتياط قيادة الجبهة الداخلية.. ويتساءل عن سبب "عدم استدعاء جنود الاحتياط رغم الحاجة الملحة إلى ذلك في الشمال"؟
هذا إضافة الى ملاحظة التقرير أن الحرب كشفت عن وجود فشل بنيوي في أداء قسم من السلطات المحلية في التعامل مع السكان الموجودين في الملاجئ على مستوى التغذية والصحة والاتصال والملاجئ والقضايا المصرفية. ويقول إن "قسماً كبيراً من السلطات المحلية لم يكن جاهزاً لتأمين الخدمات في حالة طوارئ".
وتحذر اللجنة من أن المستشفيات لم تكن محصّنة كما يجب أمام الصواريخ، والتي واجهت التهديد بنقل المرضى إلى غرف داخلية وطوابق سفلية.