strong>يتعرض فلسطينيو 48 عموماً، وأعضاء الكنيست العرب الذين زاروا سوريا ولبنان خصوصاً، إلى حملة تحريض متطرفة وقاسية من الأوساط الإسرائيلية، على خلفية المواقف القومية والوطنية التي يتخذونها في المناسبات المفصلية، التي كان آخرها العدوان على لبنان
مهدي السيد

شنت الصحف الإسرائيلية، على مدى أيام، حملة تحريض شنيعة على نواب التجمع الوطني الديموقراطي، ولا سيما رئيسه عزمي بشارة، مستغلة زيارته الأخيرة على رأس وفد نيابي وسياسي من التجمع ومن تيارات عربية أُخرى إلى كل من سوريا ولبنان، والمواقف التي أطلقها، فطالبت بمحاكمته بحجة مخالفة القانون وزيارة العدو وتأييده.
وذهب البعض في حملته إلى حد تحميل اعضاء الكنيست العرب مسؤولية كل الظلم والحرمان الذين يعانيه فلسطينيو 48 على كل المستويات جراء السياسات الرسمية. وتزامنت هذه الحملة مع تكرار الدعوات التي يطلقها سياسيون من اليمين الإسرائيلي المتطرف، الداعية إلى ضرورة طرد جميع العرب من أرض فلسطين.
فتحت عنوان «نواب الأسد»، قال عمير ليفي، في «يديعوت أحرونوت»، إنه «من الصعب فهم أعضاء الكنيست العرب. فحتى من يؤيد التسوية مع جيراننا، ومن هو مستعد للحوار معهم، سيجد صعوبة في فهم ما الذي يريد أعضاء الكنيست تحقيقه. وحتى الآن يمكن القول إن كل ما حققوه يقتصر على تعميق الشرخ والريبة بين اليهود وبين العرب، فهم لا يهتمّون بالمسائل الاجتماعية التي تهم جمهورهم ويركزون على شعارات الحرمان، ولا تظهر طاقتهم وحيويتهم الفعالة إلا عندما يسافرون لزيارة بشار الأسد أو لبنان».
ولم يكتف ليفي في انتقاده تحميل النواب العرب مسؤولية الشرخ اليهودي ــ العربي، بل شكك أيضاً في جدوى الزيارة محاولاً نزع الصبغة التمثيلية عنهم، فأشار إلى أن الإسرائيليين «غير معنيين بزيارتهم، ونحن لم نرسلهم ولا نعدّهم ممثلين لنا. ما هي الجدوى التي سيحققها العرب في إسرائيل من زيارة الأسد؟ وما هي الجدوى التي سنحصل عليها نحن اليهود من زيارتهم؟ وقد تكون دول الخليج هي المكان الأهم والأجدى الذي يتعين على أعضاء الكنيست العرب زيارته بهدف جمع الأموال للتطوير الاجتماعي والاقتصادي للسكان العرب في إسرائيل. ومن الصعب أن نفهم كيف ولماذا تُنتخب هذه المجموعة مرة تلو الأُخرى من أجل تمثيل السكان الذين يعملون ضدهم».
بدوره، علّق يعقوب احيمئير في صحيفة «معاريف»، على الزيارة فقال إنه «بعد اسابيع معدودة من انتهاء حرب لبنان الثانية، يخرج نواب عرب الى سوريا، وهي دولة معادية، وتقتبس وكالة الأنباء السورية من اقوالهم أنهم يُؤيدون بأحاديثهم هناك عدو اسرائيل. يخرج نواب من المجلس التشريعي الى دولة معادية، مع الاخلال بالقانون. وذلك قبل أن يُنهي سكان الشمال عامة، والعائلات الثكلى خاصة، تجفيف الدم والدموع».
وأضاف احيمئير: «فيما يتوسل أصحاب المصالح في اسرائيل أن يحصلوا سريعاً على تعويضاتهم من أضرار الحرب، وقبل أن تُصلح جميع الصدوع التي أحدثتها صواريخ حزب الله، يسافر نواب من اسرائيل لتأييد العدو. هذه سوريا التي يدعو حتى قرار مجلس الأمن 1701 الى اغلاق حدودها مع لبنان أمام عبور السلاح الى حزب الله. ومن ظل في البيت، وهو عضو الكنيست طلب الصانع، ولم يخرج الى دمشق، يعلن، كي لا يبقى في الخلف، لا سمح الله، أنه يجدد رخصة محاماته للدفاع عن مسؤولين رفيعي المستوى في حماس لا يعترفون بإسرائيل، مهما كانت حدودها». ووجه احيمئير كلامه إلى النواب العرب قائلاً «يمكن أن نتجرأ أيضاً وأن نقول للنواب العرب: «لقد ضاق الجمهور الاسرائيلي ــ اليهودي ذرعاً، ببساطة، وإنكم تُوتّرون أعصابه السياسية حتى النهاية».
وربطت صحيفة «يديعوت»، في افتتاحيتها، بين عزمي بشارة وعضو الكنيست آفي ايتام، فقالت: «اذا كانت بيانات عزمي بشارة ورفاقه التي أعلنوها في سوريا ولبنان قد فُهمت في البلاد على أنها صادرة عن عدو من الداخل، فإن بيان ايفي ايتام أيضاً، عن الطرد الجماعي للعرب في اسرائيل يعدّ صادراً عن «عدو من الداخل». كلاهما يثير حالة ذعر مقصودة، استهدفت تباعد القلوب والإساءة الى فكرة التعايش بين اليهود والعرب، ونحن نوصي كليهما: اشربوا الماء، وإلا فإن أحدكما سيشرب دم الآخر».
وقالت الصحيفة أيضاً: «لقد أثار النواب العرب كثيراً من الاستياء في الوسط اليهودي، «طابور خامس»، و«خونة». وسارع المستشار القانوني الى اصدار الأوامر لاعتقالهم على ذمة التحقيق. ولكن، مقارنة بين بشارة وإيتام، فإن كلام الثاني لم يحظ بأي اهتمام بين اليهود مع أنه أكثر خطورة بعشرات المرات على مستقبل المجتمع الاسرائيلي ومصيره».