الحالة الفلسطينية الداخلية عادت إلى المربع الأول، وكأن اتفاق حكومة الوحدة لم يكن، فالسجالات والاتهامات أصبحت في أعلى مستوياتها، فيما الرئيس الفلسطيني يغدق الوعود على الأميركيين والإسرائيليين في نيويورك.
غزة ــ الأخبار

عادت لهجة التصعيد الداخلي الفلسطيني إلى سابق عهدها، بعد بوادر فشل اتفاق حكومة الوحدة الفلسطينية، فخرج رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بخطاب حاد وغير مسبوق منذ إعلان الاتفاق، فيما عادت فتح إلى نغمة مطالبة الرئيس محمود عباس بحل الحكومة، في وقت كان محمود عباس يبحث مع وزيرتي خارجية أميركا كوندوليزا رايس وإسرائيل تسيبي ليفني مستجدات القضية الفلسطينية، ولا سيما اتفاق حكومة الوحدة، الذي تعارضه الولايات المتحدة وإسرائيلووجّه هنية، في كلمة أمام آلاف من مناصري حماس تجمعوا ليل الاثنين ــ الثلاثاء أمام منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، رسائل في أكثر من اتجاه، بقوله “إننا تحملنا وصبرنا ووضعنا في جعبتنا الكثير من المعلومات وسنقولها في الوقت المناسب للشعب الفلسطيني وللأمة”، في إشارة إلى الاتهامات المتكررة الموجهة لحركة فتح بالمشاركة في الحصار وممارسة الضغوط على الحكومة الفلسطينية.
شدد هنية على أن “كل من يتصور أن زوبعة هنا أو هناك يمكن أن تربكنا أو تبتزنا أو أن تسرق منا المواقف فهو واهم”. وتابع، بلهجة حادة، “أقول للجميع إياكم أن تفكروا أن هذه الحركة بكل قادتها وجماهيرها وحكومتها يمكن أن تتحول إلى قطيع من الأرانب لتحافظ على كرسي الوزارة.. كلا، نحن قطيع من الأسود”.
في المقابل، صعدت حركة فتح من حالة التجاذب السياسي عندما طالبت الرئيس الفلسطيني “بممارسة صلاحياته الدستورية بالدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، لإخراج الشعب الفلسطيني من لغط البرامج والصلاحيات”.
ودعت فتح، في بيان، عباس إلى ضرورة الإسراع في إنهاء ما وصفته بـ“حالة الضياع المستمر” للشعب الفلسطيني، وتوحيد خطابه السياسي والعمل على إنهاء عزلته الدولية. وقال البيان إن “عباس جمّد مشاورات تأليف الحكومة من أجل وضع النقاط على الحروف ومن أجل إزالة الغموض الذي يكتنف مواقف مسؤولي حماس الذين دأبوا على التلاعب بالمواقف والألفاظ”.
وفي سياق آخر، علمت “الأخبار” من مصادر فلسطينية مطلعة أنه تم الاتفاق، في حال نجاح حكومة الوحدة الوطنية، على أن تعقبها انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة حركة حماس للمرة الأولى، خطوةً أولى على طريق اصلاح المنظمة واعادة هيكلتها.
ووفقاً للمصادر فإن عباس وهنية اتفقا على إعادة هيكلة منظمة التحرير، ووضع الآليات المناسبة لإجراء انتخابات المجلس الوطني، كجزء من الاتفاق الذي تضمن تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
ويقضي الاتفاق بإجراء الانتخابات في الداخل وفي أربع دول عربية، هي سوريا ولبنان والأردن ومصر، التي يتركز فيها وجود فلسطينيي الشتات.
يذكر أن آخر انتخابات أجريت في المجلس الوطني الفلسطيني كانت عام 1988.
وفي نيويورك، التقى عباس وزيرتي الخارجية الأميركية والإسرائيلية. وقالت ليفني إن لقاءها مع عباس كان “جيداً وإيجابياً، وليس الأخير”. وأضافت أنه جرت مناقشة مسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وبحسب ليفني، فإن عباس يدرك أن استمرار أسر شاليط يشكل عقبة أمام تأليف حكومة الوحدة الفلسطينية مع حركة حماس.
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس تعهد خلال لقائه ليفني بذل “أقصى الجهود” للتوصل الى الافراج عن شاليط. وأضاف “تحدثنا عن كل شيء”. وقال إن عباس طمأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى أن أي حكومة وحدة وطنية يتفاوض بشأنها مع حركة حماس ستعترف بحق إسرائيل في الوجود.
وأجرى عباس محادثات مع رايس. وقال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة إن عباس “أطلع وزيرة الخارجية على الجهود التي تبذل لتأليف حكومة وحدة وطنية، لكن الموقف الأميركي الذي يطالب بأن تحترم الحكومة بشكل واضح شروط اللجنة الرباعية، لم يتغير”.
ميدانياً، اغتال الجيش الإسرائيلي أمس العضو في “كتائب شهداء الأقصى”، التابعة لحركة فتح، نبيل حنانة (27 سنة) في جنين في الضفة الغربية.