حيفا ــ فراس خطيب
وصلت إلى إسرائيل أمس الطائرة الثالثة من نوع «عيتام» (تسمية إسرائيلية)، التي اشتراها سلاح الجو من الولايات المتحدة، لتكون «رداً على التهديد الإيراني». وستعمل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية «ألتا» على تطويرها وتحويلها إلى «وحدة مراقبة جوية» تكشف عن «مصادر ضرب صواريخ أرض ــ أرض في حال هجوم صاروخي مكثف على إسرائيل». ويفيد مراقبون في سلاح الجو الإسرائيلي بأنَّ مثل هذه الطائرة ستشكل «تصاعد قوة الردع الإسرائيلية تجاه إيران».
وكشفت «القناة العاشرة» الإسرائيلية عن سبب آخر ساهم في اقتناء هذه الطائرة، وهو تعرض «وحدة المراقبة» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الشمال لقصف المقاومة اللبنانية أثناء العدوان الأخير، عندما أجبرت على إخلاء مكانها والنزول إلى «خندق الطوارئ» التابع لها.
ويذكر أن المنطقة التي تقع فيها وحدة المراقبة تعرضت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان لأكثر من 40 صاروخاً، وكان من الممكن أن يؤدي قصفها إلى «عرقلة سير سلاح الجو» بشكل تام، كما أفاد مراقبون عسكريون.
كانت هذه المعلومة «سراً عسكرياً أثناء الحرب»، وقد أجبر القائمون على الوحدة على نقل «وحدة المراقبة» نتيجة القصف الصاروخي إلى تحت الأرض، واستمرت الوحدة في عملها كالمعتاد في خنادق أعدَّت لهذا الغرض. وأعرب مسؤولون في سلاح الجو الإسرائيلي عن أنَّ «ضرب وحدة المراقبة كان من شأنه أن يشل عمل سلاح الجو كلياً في المنطقة الشمالية».
«عيتام» هي طائرة مطورة عن طائرة «غالفستريم»، وهي قادرة على البقاء في الجو لفترة طويلة وقطع مسافة 12,500 كيلومتر على ارتفاع 12 كيلومتراً، من دون تزويدها بالوقود. ويصل طول الطائرة إلى 30 متراً وعرضها ثمانية أمتار. كما يصل طول جناحيها إلى 29 متراً. وحسب الصفقة، فإنَّ الشركة الأميركية ستزود سلاح الجو الإسرائيلي، خمس طائرات على مراحل، وصل منها حتى الآن ثلاث طائرات. ويصل ثمن الطائرة الواحد إلى أكثر من مئة مليون دولار.
وذكر أحد الجنرالات في سلاح الجو الإسرائيلي أنَّ «إسرائيل مجبرة على شراء هذه الطائرة» مبيناً أن إسرائيل «تتعاطى اليوم مع تهديدات من دول لا تقع على حدودها».
وأفاد مراقبون عسكريون أن هذه الطائرات تستطيع الكشف عن مصادر صواريخ «أرض ــ أرض» عن بعد كبير للغاية. وقال المدير العام لشركة الصناعات الجوية «ألتا» إن «هذه طائرة صغيرة مع قدرات عظيمة في ظل التهديدات الآتية من إيران، لأنها ستكون إجابة لهذه التهديدات من حيث الكشف عن مصادر التهديد في وقت قصير».