strong>رئيس الحكومة يتهم المطالبين بالتحقيق في العدوان بـ «القيام بانقلاب سلطوي»علي حيدر

رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت أمس، الإفصاح عن حقيقة نية اسرائيل بشأن مهاجمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إذا شارك في «مهرجان الانتصار» الذي يُقام عصر اليوم، معللاً ذلك بأنه «لا يوجد سبب لإبلاغ نصر الله عبر الاعلام كيف سنتصرف». وطرح في الوقت نفسه تفسيراً غريباً لإقامة هذا المهرجان بقوله ان نصر الله «يقيم مهرجان انتصار لأنه خسر».
وقال اولمرت، في سلسلة مقابلات مع وسائل الإعلام الاسرائيلية بمناسبة حلول رأس السنة العبرية تنشر اليوم، إنه «لا شك في أننا انتصرنا في الحرب»، مهاجماً من وصفهم بالمتشائمين الذين يتحدثون عن «شيء آخر»، في إشارة إلى الهزيمة.
واستغل اولمرت المناسبة للرد على الانتقادات التي وجهها اليه الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش، الجنرال موشي يعلون، ووزير الدفاع السابق شاوول موفاز، بأنه لا يملك خبرة امنية. وتساءل أولمرت عن الحرب التي ادارها يعلون. وقال: «أي حرب ذات أبعاد سياسية ودولية وعسكرية شارك فيها؟ وأي حرب شارك فيها موفاز؟ السور الواقي؟ هل احتلال مخيم لاجئين في جنين حرب؟.
كما ادّعى اولمرت، في المقابل، انه لا يوجد اليوم في الساحة السياسية والعسكرية في اسرائيل شخص أكبر تجربة منه في ادارة معركة على مستوى الحرب في لبنان. وقال: «انا انظر الى كل الساحة العامة الاسرائيلية وكل الساحة العسكرية. هل هناك احد أدار معركة بثلاث فرق؟ من؟ شاوول موفاز؟ بوغي يعلون؟ دان حالوتس؟ موشيه كابلنسكي؟ اودي ادام؟ من منهم أدار معركة في هذا الحجم كي يمكنني القول انني استطيع الاعتماد عليه؟ الاخير الذي كان يمكن الاعتماد على تجربته كان ارييل شارون».
وحاول اولمرت ان يعطي أبعاداً شخصية وذاتية لخلفية مواقف يعلون وموفاز اللذين قال إنهما «لم ينجحا في التغلب على مراراتهما وغضبهما الشخصي»، مشيراً الى أن غالبية القتلى في الايام الاخيرة من المعركة سقطت في المنطقة التي عمل فيها الجيش وفقاً للخطة التي طرحها موفاز على المجلس الوزاري المصغر. اما في خصوص يعلون فقال «مقولاته لا معنى لها، وتدل على الوضع النفسي لقائلها».
ودافع اولمرت عن كل قراراته اثناء الحرب بتأكيده أن «كل القرارات الجوهرية التي اتخذتها أثناء الحرب على لبنان كانت صحيحة».
ونفى اولمرت الأنباء التي تحدثت عن أن رئيس هيئة الأركان، دان حالوتس، ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، قالا في المجلس الوزاري، بعد أسبوع من وقف النار، إن أهداف الحرب تحققت. وجزم بأن «الجيش لم يطرح قط مقولة أننا وصلنا الى النقطة التي تمكننا من التوقف على خلفية تحقيق الاهداف العسكرية». وأوضح أن «الجيش كان يطلب دائماً المزيد من الوقت، عشرة ايام ثم عشرة ايام».
وكان حالوتس قد اكد خلال مقابلة مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي أنه «لم يعرض قط على الحكومة الإسرائيلية تقصير أمد الحرب».
وتطرق اولمرت الى الاحتجاجات المتواصلة عليه موجّهاً الاتهام إلى من وراءها بالقول إنها «نُظمت وموِّلت ودُعمت» من جهات سياسية حزبية، معتبراً أن «اغلب الذين طالبوا بتأليف لجنة تحقيق رسمية، ارادوا جهازاً يزيد من فرصة دفع رئيس الحكومة ووزير الدفاع الى الاستقالة. فقد ارادوا القيام بانقلاب سلطوي لا عن طريق الانتخابات».
اما بخصوص امكانة توسيع الحكومة، فقد وعد اولمرت ببذل كل جهد لتحقيق ذلك، مُعبِّراً عن رغبته في ضم كل الاحزاب الصهيونية الموجودة في الكنيست الى الحكومة. لكنه رأى ان ضم حزب الليكود الى الحكومة «غير ممكن» حالياً بسبب الاختلاف في المواقف والبرامج بين هذا الحزب وبين كديما. وأعرب عن استعداده لضم رئيس حزب إسرائيل بيتنا، افيغدور ليبرمان، الى الائتلاف في أي لحظة، واصفاً إياه بأنه «يبالغ أحياناً، وأحياناً يتطرف أكثر مما ينبغي. لكنه شاب جدي».
وأثنى اولمرت على الملك السعودي عبد الله. وقال، ردّاً على سؤال يتعلق بإمكانة طرح المبادرة السعودية من جديد على جدول الاعمال: «انا متأثر بفهم ملك السعودية وإحساسه بالمسؤولية». ورفض تأكيد وجود اتصالات سرية مع القصر الملكي السعودي أو نفيها.