دفع العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان بموضوع الاهتمام المتبادل بين حزب الله وفلسطينيي 48 خاصة، إضافة إلى تحول نهج حزب الله في القتال إلى نموذج يقتدى به من قبل الفلسطينيين، إلى الصدارة، وهو ما جعلهما محورين أساسيين، إلى جانب محاور أخرى، لاستطلاع أجراه معهد «ترومان لأبحاث السلام» في الجامعة العبرية والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله كجزء من قراءة تداعيات الحرب.وأظهرت النتائج تبلور غالبية في صفوف فلسطينيي 48 تؤمن بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يهتم بمصيرهم، ويقابله اهتمام مماثل من قبلهم بمصير حزب الله. وبيَّنت النتائج أيضاً أن هناك اختلافاً في تقديرات العرب واليهود إزاء درجة التضامن بين حزب الله والفلسطينيين. فقد أعرب 70 في المئة من فلسطينيي 48 عن اعتقادهم بأن نصر الله يهتم بمصيرهم، في حين أعرب 24 في المئة فقط من اليهود الإسرائيليين عن اعتقادهم بهذا الأمر. وأعرب 68 في المئة من المستطلعين الفلسطينيين عن أنهم معنيون بمصير حزب الله في لبنان، في حين أعرب 77 في المئة من اليهود الإسرائيليين عن اعتقادهم باهتمام فلسطينيي الداخل بمصير حزب الله. وأبرزت نتائج الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين تأثرت بالوسائل التي اعتمدها حزب الله في الحرب الأخيرة وبأنها تشكل نموذجاً يُقتدى به من قبل المقاومة الفلسطينية، فقد رأى 63 في المئة من المستطلعين أنه ينبغي على الفلسطينيين تقليد وسائل حزب الله بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، فيما عارض ذلك 35 في المئة.
وبرز وجود غالبية إسرائيلية تخالف قيادتها السياسية إزاء إجراء مفاوضات مع حكومة فلسطينية تكون حماس جزءاً منها، إذ أيد 67 في المئة من الإسرائيليين إجراء مفاوضات مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تضم حركة حماس، في ما لو كان ذلك ضرورياً للتوصل لاتفاق. وأيد أيضاً 56 في المئة منهم، في مقابل معارضة 43 في المئة، إجراء محادثات مع حكومة حماس لو كان ذلك ضرورياً للتوصل لاتفاق مع الفلسطينيين. أما في صفوف الفلسطينيين، فقد أظهرت النتائج أن 59 في المئة تعتقد بأن على حكومة حماس إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل، فيما أعربت نسبة 38 في المئة عن اعتقادها بأنه لا ينبغي لحكومة حماس القيام بذلك. وأيد أيضاً 57 في المئة من الفلسطينيين العمليات المسلحة داخل إسرائيل.
وتطرق الاستطلاع إلى موضوع الانسحاب من الجولان، فأعرب 56 في المئة من المستطلعين عن معارضتهم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان في مقابل اتفاق سلام شامل مع سوريا، فيما أيد ذلك 32 في المئة، وبقي 12 في المئة في الوسط بين التأييد والمعارضة.
(الأخبار)