علي حيدر
إسرائيل تسحب آخر جنودها من لبنان مطلع الأسبوع المقبل!
أكّد وزير الدفاع الاسرائيلي، عمير بيرتس، أمس أن آخر جندي اسرائيلي سيخرج من لبنان مع مطلع الاسبوع المقبل، وعزا تأجيل الانسحاب الى هذا التاريخ لعدم التوصل الى اتفاق مع القوات الدولية بشأن إجراءات إطلاق النار، فيما أفاد سلاح الجو الإسرائيلي بأنه لن يوقف طلعاته في الاجواء اللبنانية. وفي وقت دعا فيه بيرتس الى عدم اغلاق الباب امام السوريين إذا كانت كانت لديهم الجدية، تعهد رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، بأنه ما دام في منصبه فإن الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من اسرائيل. وقال بيرتس، خلال مثوله امام وزارة الخارجية والامن في الكنيست، إن «الجيش الاسرائيلي سيكمل انسحابه من الاراضي اللبنانية مع نهاية الاسبوع الحالي او في مطلع الاسبوع المقبل»، مشيراً إلى أن العملية «تتأجل بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع القوات الدولية على إجراءات إطلاق النار». وأوضح انه «في هذه الايام، نحاول التوصل الى تفاهمات بين الجيش اللبناني واليونيفيل والجيش الاسرائيلي لتحديد قواعد دقيقة لما هو مسموح او ممنوع على الحدود». وتطرق بيرتس أيضاًَ الى المساعدات المالية التي يقدمها حزب الله للمتضررين من العدوان الأخير بالقول انها «ترفع من مكانة حزب الله، وتزيد التقارب مع ايران».
وفي هذا السياق، قال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى إن جيش الاحتلال أنهى مساء أول من أمس تسليم 95 في المئة من جنوب لبنان إلى القوات الدولية. وأضاف أن مئات الجنود الإسرائيليين لا يزالون في جنوب لبنان على بعد كيلومتر واحد من الحدود، فيما يقف الجيش اللبناني في مناطق الناقورة والمنارة بمحاذاة الخط الأزرق، في إطار التفاهمات مع القوات الدولية. وأضاف الضابط المذكور «ان سلاح الجو الإسرائيلي لا ينوي وقف عمليات التحليق فوق سماء لبنان، وخاصة في المناطق الحدودية مع سوريا» بذريعة منع نقل وسائل قتالية إلى حزب الله. وكان رئيس اللجنة تساحي هنغبي قد طلب من بيرتس ألّا يبدي الجيش أي تساهل إزاء استفزازات مؤيدي حزب الله.
وتعقيباً على المواقف التي اطلقها الرئيس السوري بشار الاسد، بشأن مسيرة التسوية، اكد بيرتس أن اسرائيل تستعدّ «لكل الاحتمالات والتهديدات الممكنة»، لكنه اردف قائلاً «إذا وصلنا إلى وضع نتحقق فيه من صدق نيات السوريين، فأنا أقترح عدم إغلاق هذا الباب، والتعامل مع ذلك بجدية».
في المقابل، قال أولمرت، خلال مقابلة له مع الصحيفة الاسرائيلية الدينية «مشبحاة/عائلة»، تنشر عشية يوم الغفران: «ما دمت أنا رئيساً للوزراء، فإن هضبة الجولان ستبقى في أيدينا، لكونها جزءاً لا يتجزأ من دولة اسرائيل»، معتبراً أن مواقف الاسد في خصوص التسوية ليست سوى مناورات للعلاقات العامة وليس لديه «أي نية للانجرار إلى مناورات العلاقات العامة التي ينفّذها بشار الاسد».
واستند أولمرت في ذلك الى دعم سوريا لمواصلة «الارهاب، وإنه (أي الأسد) يواصل دعم الإرهاب الفلسطيني، ويواصل الارهاب المناهض لأميركا في العراق ويواصل تزويد حزب الله بالسلاح المتطور».
ورأى عضو الكنيست يوفال شطاينيتس (الليكود)، أنه يجب منع نشوء معادلة لإيجاد جدول أعمال سياسي مقابل هضبة الجولان. أما عضو الكنيست آفي إيتام (الاتحاد القومي)، فقال إن «الانسحاب من الجولان سيكون حماقة سياسية».
وبرز خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن خطأ وقع فيه بيرتس عندما سأله عضو الكنيست داني نافيه (الليكود) إذا كان الجيش الإسرائيلي يواصل فرض الحصار البحري على لبنان، فأجاب بيرتس بالإيجاب. وعندما قال أعضاء اللجنة «انها ليست الحقائق التي نعرفها»، توجه بيرتس إلى سكرتيره العسكري، الذي نفى وجود الحصار البحري، وإنما مراقبة فقط. وعقّب نافيه على ما حدث بالقول إن بيرتس «إما أنه لا يعرف الحقائق أو أنه مشتت الذهن». وردّ مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع على كلام نافيه بالقول إن «الوزير يعرف جيداً ما يفعله الجيش، وإن هذه النشاطات تحصل بناء على تعليماته».