يحيى دبوق
قال أحد الحاخامات البارزين في إسرائيل إن سبب انتكاسة الجيش الإسرائيلي في العدوان الأخير على لبنان يعود إلى عدم إدارة الحرب وفقاً للتوراة وقوانينها، التي رأى أنها تنص أيضاً على أن «القدس ستتمدد لتصل إلى دمشق»، معلناً بموازاة ذلك أن جزءاً من لبنان هو لإسرائيل، وينبغي عدم التنازل عنه.
وقال الحاخام مردخاي إلياهو، الذي يُعَدُّ من أبرز حاخامات تيار الصهيونية الدينية بين اليهود: «لو أدرنا الحرب وفقاً للتوراة وقوانينها، لكانت قد انتهت إلى نصر حاسم وسريع». ودعا إلى أن تكون مهمة لجان التحقيق التي شكلت بعد الحرب استخلاص العبر للمرة المقبلة. وجزم الحاخام الصهيوني، في مقابلة بمناسبة عيد رأس السنة العبرية مع مجلة «عولام كتان» (عالم صغير) الدينية التي وُزعت على كل الكنس في إسرائيل، بأن «جزءاً من لبنان يعود لنا، ولن نتنازل عنه»، بناء على قراءة تفسيرية للنصوص الدينية اليهودية المتعلقة بأرض إسرائيل وحدودها.
وانطلاقاً من القراءة نفسها، تنبأ إلياهو بأن حدود القدس (أي إسرائيل) ستصل إلى دمشق، مقترحاً قول ذلك للسوريين الذين «يؤمنون بأحاديث الأنبياء». وأوضح أن ثمة آية توراتية تقطع بأن «دمشق محط ترحالنا»، مشيراً إلى أن الحاخامات اليهود الكبار فسروا هذه الآية بأن «القدس ستتمدد حتى دمشق».
وخلص إلياهو، الذي أراد، بحسب «يديعوت أحرونوت» التي نقلت مقاطع من المقابلة، أن يطمئن الجمهور الإسرائيلي إزاء الرياح السيئة المقبلة من سوريا، إلى أنه «يجب الاستعداد لذلك، لكن ليس من منطلق الخوف، بل يجب أن نقاتل انطلاقاً من الثقة بأن الله سبحانه سيساعدنا على الانتصار عليهم. ويجب أن نقول للسوريين إن النصر مضمون لنا، وفقاً لأقوال الأنبياء».
وفي السياق نفسه، لم يستبعد الحاخام الصهيوني وجود علاقة بين فك الارتباط عن غزة والعدوان على لبنان، وقال إن «ثمة مبدأ يجب التأكيد عليه، وهو أنه لا ينبغي أن يواصل من يتعرض لأرض إسرائيل حياته وكأن شيئاً لم يحصل. لكن لا يمكننا القول (بأن ذلك ينطبق) بالضبط بعد حدث فك الارتباط. لسنا خالقي الكون، ولا نستطيع أن نربط بالضبط بين حادثة وأخرى».
وحرص إلياهو على إنهاء المقابلة بتوجيه نصيحة إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت مفادها أنه «إذا جلس ليدرس التوراة، فإنه سيتغير. لقد نجح (رئيس الوزراء الأسبق) بن غوريون في قيادة الدولة لأنه حدد أوقاتاً (لدراسة) التوراة. لقد درس التاناخ (توراة الأنبياء) دائماً، وقد أثر ذلك عليه بشكل سليم».
وأضاف، رداً على سؤال يتعلق بأزمة الزعامة التي تُلم بإسرائيل هذه الأيام: «لقد قال حكماؤنا إنه يجب استشارة، ليس فقط الخبراء العسكريين، بل إن هناك حاجة لرجال الحقيقة، رجال التوراة».