يحيى دبوق
خاضت إسرائيل عدوانها الأخير على حزب الله ولبنان وعينها على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، ولا سيما غزة. وتنطلق إسرائيل في موقفها هذا من تجاربها السابقة التي علمتها أن هناك ترابطاً دائماً بين ما يحصل في لبنان وما يحصل في الأراضي الفلسطينية، وهي رأت دائماً أن كل إنجاز أو إخفاق يلحق بها ضد حزب الله، سينعكس بشكل طردي على الساحة الفلسطينية.
من هنا، تتوجه أنظار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى القطاع لمعرفة مدى انعكاس الحرب في لبنان على الأوضاع الأمنية فيه وعلى الجهوزية القتالية لفصائل الانتفاضة، حيث تشير التقارير الإسرائيلية إلى وجود " سباق تسلحفقد كشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، النقاب عن المخاوف الإسرائيلية، عندما أشار أمس إلى أن غزة على شفا مواجهة أخرى مع إسرائيل، وأن صواريخ القسام التي أطلقت في الآونة الأخيرة هي مجرد طرف الجبل الجليدي في هذه القصة، وأن الأوضاع قد تتفجر من جديد في غضون بضعة أشهر بحسب تقدير محافل أمنية إسرائيلية.
وبحسب فيشمان، تختبئ خلف الهدوء السائد حالياً مسيرة عميقة، جذرية وخطيرة، تتمثل في تطوير وسائل القتال في غزة استعداداً للمواجهة التالية مع إسرائيل. ويعبر هذا التطوير عن الدروس المستخلصة سواء من الاجتياحات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة في الأشهر الأخيرة أم من قتال الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان.
ويشير فيشمان إلى أن تطوير وسائل القتال في غزة يجري على خمسة مستويات:
«الأول، رفع كمية ونوعية الصواريخ المضادة للدبابات. فحزب الله، الذي عاد منذ الحرب للتأثير والاستثمار في غزة كما كان من قبل، يتطلع الى أن يوصل الى غزة عبر محور فيلادلفيا صواريخ قادرة على اختراق الدبابات أيضاً.
الثاني، سعي حماس لتتزود بسلاح مضاد للطائرات. ولا يدور الحديث فقط عن محاولة للحصول على صواريخ مضادة للطائرات، بل أيضاً عن طائرات شراعية أو أدوات طائرة غيرها، من شأنها أن تلحق أضراراً داخل إسرائيل.
الثالث، تحاول حماس تصعيد نشاطها البحري ـــ أي الاستعدادات لتنفيذ عمليات من البحر وتهريب أسلحة عبر البحر.
الرابع، حفر أنفاق عميقة على نحو خاص لتستخدم لنقل المقاتلين والسلاح من قطاع غزة الى داخل الخط الأخضر.
الخامس، محاولات تطوير السلاح الصاروخي. فحماس تحاول الحصول على صواريخ غراد وتحسين مدى القسام»
ويرى فيشمان أن "الشبكة الآخذة في التعاظم ستضع اسرائيل في غضون بضعة أشهر أمام معضلة: كيف سنتعايش مع ذلك؟ هل نترك هذه القوة تتواصل في تطورها أم نحاول منعها؟»