حيفا ــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «غلوبس» الإسرائيلية أمس تقريراً موسّعاً كشف أن «الإسرائيليين سيتوقّفون خلال أربع سنوات عن تصنيع دبابة الميركافا». ويأتي هذا القرار، حسب الصحيفة، بعدما أظهر العدوان الإسرائيلي على لبنان أن «الدبابة الأكثر تحصيناً في العالم تلقّت ضربات صعبة ومؤلمة»، وقتل بداخلها عشرات الجنود الإسرائيليين بعدما قصفها مقاتلو حزب الله بـ«صواريخ مضادة للدروع». وسيستبدل الإسرائيليون، بحسب «غلوبس»، صناعة الـ«ميركافا» بتصنيع آليات عسكرية على شاكلة ناقلة جند محصنة.
وجاء في «غلوبس» أنه في اليوم الخامس للحرب الأخيرة، عندما كانت الطائرات الاسرائيلية تقصف لبنان من دون هدف محدد، وصواريخ المقاومة اللبنانية تجتاح شمال فلسطين المحتلة، اجتمع عدد من المسؤولين في شركات الصناعات الحربية الاسرائيلية المشاركة في تصنيع دبابة الـ«ميركافا»، حيث أعلن مدير مديرية تصنيع هذه الدبابة الجنرال عمير نير أن «مشروع الميركافا في طريقه الى النهاية».
وبعد أسابيع من العدوان على لبنان، صرّح بعض قادة الجيش الاسرائيلي في «غرف مغلقة» بأن «الدبابة الأكثر تحصنياً في العالم لم تتفوق على الصواريخ المضادة للدروع التي يملكها حزب الله».
وتوصل الإسرائيليون، بحسب «غلوبس»، إلى نتيجة واضحة «في أعقاب الحقائق الميدانية». وأشارت الصحيفة الى أن الجيش الإسرائيلي أدخل إلى الجنوب اللبناني، على مراحل، ثلاث فرق من المدرعات تضم 370 دبابة «ميركافا». واستطاع حزب الله ـ من دون أن يملك دبابة واحدة ـ أن يقصف هذه الدبابات الاسرائيلية بـ500 صاروخ مضاد للدروع، وأن يدمر 50 «ميركافا»، ما أدى إلى مقتل 33 جندياً إسرائيلياً وهم في داخلها. وقارنت الصحيفة الدخول الى لبنان مع الحرب على العراق، قائلة إن «الأميركيين وصلوا بدباباتهم الى عمق بغداد من دون إصابة تذكر، في وقت ملك فيه العراقيون آلاف الدبابات».
وفي «أعقاب الحقيقة»، لا يخفي ضابط المدرعات الاسرائيلي لوتسي رودوي خيبة الأمل من «الميركافا»، قائلاً «إذا كان عليّ تلخيص مستوى الأداء للدبابة الإسرائيلية في لبنان، فسأمنحها علامة متوسطة»، مشيراً إلى أنه «لا يفهم» لماذا لم يستطع الجيش الإسرائيلي التقدم أكثر من أربعة كيلومترات من الحدود الدولية لإسرائيل في العمق اللبناني»، ومبيّناً أن «الانتصار قد انخرط في ذهون مقاتلي حزب الله في حربهم ضدنا».
ويقول الجنرال الإسرائيلي غيورا آيلاند، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، «لا شك بأن التطور الذي حصل على الصواريخ المضادة للدروع كان أقوى من التطور الذي طرأ على الميركافا».
ماذا سيحل مكان صناعة الـ«ميركافا» الإسرائيلية؟ هذا هو السؤال الذي يشغل شركات الصناعة الحربية في إسرائيل، فيما يبحث الإسرائيليون إمكانية تصنيع نوعين من الآليات العسكرية التي تشبه ناقلات الجنود، أولها محصنة وثقيلة وأطلق الإسرائيليون عليها اسم «النمر»، وتزن 45 طناً. أما الآلية الثانية فهي ناقلة جنود بسيطة، تزن 10 ـ 15 طناً، وسيتم تصنيعها في شركة «رافائيل» الإسرائيلية بالتعاون مع شركة «PIV» الأميركية. ويعتقد المصنّعون أن هذه الآليات «ستوفر الحماية للمقاتلين من صواريخ مضادة للدروع من نوع (آر بي جي)». ويصل سعر الآلية الخفيفة منها إلى 400 ألف دولار.