لا تزال الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية منشغلة في كيفية التعاطي مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لجهة الموقف من محاولة اغتياله، رغم التصريحات الواضحة والعلنية والمتعددة التي صدرت عن رأس الهرم السياسي والعسكري والأمني في إسرائيل، بأن اغتياله لم يعد يحتاج إلى قرار وأن الأمر رهن بالظروف الموضوعية فقط.ويبدو أن هذه الظروف الموضوعية، ولا سيّما ستار السرية الشديد الذي يحيط بتحركات نصر الله ونشاطه، إضافة إلى الخشية الإسرائيلية من الثمن الباهظ لعملية كهذه، دفعت أصحاب القرار في إسرائيل إلى إعادة التفكير بالموضوع، حسبما أفادت صحيفة «معاريف» أمس، من دون أن يعني الأمر تخلّياً تاماً عن هذه القضية.
وقال المراسل العسكري في «معاريف»، عمير ربابورت، إنه في أثناء العدوان على لبنان، «قام الجيش الإسرائيلي بملاحقة زعيم حزب الله حسن نصر الله وسعى لتصفيته. غير أن مصادر سياسية وأمنية تقول الآن إن التصفية لم تعد على جدول الأعمال».
وبحسب ربابورت، فإن «السؤال عما إذا كان ينبغي تصفية حسن نصر الله قد طرح مرات عديدة منذ اندلاع الحرب. في الأيام الأولى، فضّلوا في الجيش الإسرائيلي عدم تصفيته، ولكن في السياق تقرر مع ذلك تحويله إلى هدف للتصفية.
ومع ختام الحرب أوصوا في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي بعدم مواصلة ملاحقته بسبب اتفاق وقف النار، والتقدير بأن الأسرة الدولية لن تسلّم بمثل هذه الخطوة.
سبب آخر كان الفهم بأن التصفية ستؤدي الى استئناف الحرب بشدة أكبر. غير أنه رغم توصية شعبة الاستخبارات، فقد أمرت القيادة السياسية بمواصلة الاستعدادات للتصفية، وهذه السياسة بقيت على حالها حتى يوم الجمعة الماضي».
وأضاف ربابورت أنه «في اليوم نفسه، عقد حزب الله مهرجان نصر في بيروت، ووعد بأن يصل نصر الله اليه ـ في ظهور علني أول. وقبل المهرجان قدرت محافل في الجيش الاسرائيلي بأنه سيكون ممكناً قتل الزعيم من الجو.
ولكن بثمن قتل عشرات الأشخاص الآخرين. وهذه المرة، وافقت القيادة السياسية على توصية محافل التقدير في الجيش الإسرائيلي في أن التصفية ليست مجدية. وبعد ذلك، تعزز الرأي في القيادة السياسية بأنه يجب شطب إمكانية تصفية نصر الله من جدول الأعمال، وأن من الافضل عدم مواصلة ملاحقته، على الأقل في الأشهر القريبة المقبلة».
(الأخبار)