تماشياً مع طروحات فئات لبنانية، يسرد الباحث لي سميث ما يراه مكتسبات سورية من الحرب على لبنان، وتحديداً في النتيجة التي يقرأها والمتمثلة في تأجيل مفعول التهديد الذي يواجهه النظام، رغم أنه يرده، في سياق حديثه، إلى عوامل أخرى لا ترتبط بالحرب الإسرائيلية على لبنان.يقول إن «هناك العديد من التحديات التي تواجهها دمشق على الجبهات الدولية والإقليمية والداخلية، تضع تساؤلات عن قدرة النظام على النجاح. إلا أن وقوف (الرئيس بشار) الأسد حاكماً عربياً وحيداً إلى جانب المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل، عزز وضعه الداخلي. ويمكن القول إنه استطاع إرجاء مفعول تهديد النظام للوقت الحالي على الأقل. وضمن سياق السياسة العربية، فإن ذلك يُعَدُّ نجاحاً».
«على الصعيد الإقليمي، راهن النظام السوري على طهران، وهي مراهنة تعتمد على نتيجة المجابهة بينها وبين الغرب حول برنامجها النووي. وفي المقابل، انعزلت سوريا عن شركائها العرب التقليديين، مثل مصر والسعودية، وتوترت أوضاعها مع الأردن».
وفي إطار العزف على الوتر الطائفي، يقول الباحث: «على أي حال، إمكان اندلاع حرب أهلية في العراق وانتشار النزاع الطائفي في المنطقة، من ضمنه لبنان، يقدم للأسد متنفساً صغيراً. لكن الحرب التي ألهبت هذا الصيف نفوس السُّنة، سيعاد توصيفها كما هي في الحقيقة: حرب إيرانية ــ شيعية ــ علوية قادمة من محور غريب وعدائي للمصالح العربية السنية».
ويعرض الباحث شعبية الأمين العام لحزب الله بوصفها مكسباً إيرانياً وفرته الحرب على لبنان. ويرى أنها ذات فائدة للإيرانيين لكونهم يستفيدون منها لمواجهة ما يسميه «شعبية السلطات العربية التقليدية»، وفي ذلك يقول: «باعدت حرب حزب الله ــ إسرائيل مؤقتاً بين الشارع العربي وأنظمته، وهذا هو أحد أهداف إيران التي تسعى إلى إضعاف القوى الإقليمية التقليدية التي تشكل منافساً لها في إنتاج النفط، وبالتالي فإن ازدياد شعبية نصر الله على حساب زعماء أنظمة كالرئيس (المصري حسني) مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني والعائلة المالكة في السعودية، هو مكسب إيراني».
لكن الباحث يعود ويستدرك مشيراً إلى أنها «مكتسبات مؤقتة»، فيقول: «هذا الإنجاز (الإيراني)، كما هو الوضع مع سوريا، إنجاز قصير الأجل، وفي النهاية سينتبه السنة إلى أن مصالحهم الطائفية لا تمثلها حكومة شيعية فارسية، بل من خلال نظام عربي سني. وعلى الأقل، في ما يتعلق بإيران، فإن الأنظمة العربية تقف إلى جانب المعسكر الأميركي وتعتمد على واشنطن في هزيمة إيران».