يحيا دبوقحاول كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس الالتفاف على الدعوات المكثفة إلى إجراء تحقيق في فشل العدوان على لبنان عبر تبنّي فكرة فحص كل الاجهزة والكشف عن العيوب التي برزت خلال الحرب، والتي سببت الفشل في تحقيق اهدافها والخسائر الكبيرة التي مني بها جيش الاحتلال خلال مواجهاته مع مقاتلي حزب الله.واعترف اولمرت، خلال كلمة امام الكنيست، بوجود «عيوب في الأداء خلال الحرب، وسنضطر الى فحص انفسنا في كل الاجهزة». وكان بيرتس سبقه الى ذلك بقوله «سأعمل على إنشاء لجنة من أجل إجراء فحص شامل ومعمق، لكل الأحداث قبل اندلاع الحرب وأثناءها».
وعبّر وزير العدل حاييم رامون، المقرب من أولمرت، عن دعمه «تشكيل لجنة تحقيق»، الا أنه اشترط ان تكون لجنة رسمية في محاولة لاستبعاد تشكيل لجنة تحقيق قضائية «ستنشغل في قطع رؤوس ولن تركز على استخلاص العبر.. لأن هذا حدث حربي لم تتم إدارته جيداً حتى النهاية».
ونقلت «معاريف» عن وزير إسرائيلي قوله «لن تتمكن الحكومة من تلافي تشكيل لجنة تحقيق.. الرأي العام يريد مذنباً يتحمل الإخفاقات التي سجّلت».
ولم تقتصر الدعوة الى تشكيل لجنة تحقيق على الائتلاف الحكومي، بل تزايدت الدعوات في اوساط اليمين واليسار الاسرائيليين. فقد طالب زعيم حزب ميرتس اليساري يوسي بيلين بتشكيل لجنة تحقيق تجيب عن سؤال «لماذا تلقّى الجيش الاوامر بأن يفعل خلال 48 ساعة ما عجز عنه خلال شهر؟». وقال «يجب فحص إن كان بالإمكان منع خطف الجنديين والتوصل إلى اتفاق مع سوريا ومنع تهديد حزب الله» لإسرائيل.
ورأى عضو الكنيست يوفال شطاينيتس (الليكود) أن تشكيل لجنة تحقيق في أداء الحكومة الإسرائيلية اثناء الحرب أمر طبيعي. ودعا الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في إطار لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إضافة إلى لجنة تحقيق رسمية.
وبدأ عدد من السياسيين الإسرائيليين يتحدثون عن لجنة تحقيق في الحرب على لبنان، برئاسة رئيس المحكمة العليا القاضي أهارون براك.
في السياق نفسه، قال عضو الكنيست اليميني المتطرف أرييه إلداد من حزب «الاتحاد القومي»: «مع دخول وقف النار حيّز التنفيذ، بدأت حكومة إسرائيل حملة إعلامية، لكن ألف خبير في العلاقات العامة والدعاية لن ينجحوا في تحويل الإخفاق والفشل إلى نصر».
وطالب الداد كل من أولمرت وبيرتس بالاستقالة إضافة الى «الاستعداد للحرب التي لا يمكن منعها مع إيران وأذرعها».
في هذا السياق، رأى عضو الكنيست آفي ايتام (الاتحاد القومي) أن وقف النار خدعة، مجرد استراحة يحتاج اليها حزب الله لإعادة تسليح نفسه والاستعداد للجولة المقبلة». ويبدو أن انعكاسات الفشل في لبنان بدأت تترجم في أوساط الرأي العام الإسرائيلي وهو ما سيعمّق مأزق الحكومة الإسرائيلية، إذ أظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد «غلوبس سميث»، أن 58 في المئة من الإسرائيليين يظنّون أن إسرائيل لم تحقق أهدافها أو أنها حققت جزءاً يسيراً جداً منها.
كما رأى 52 في المئة من المستطلعين أن الجيش لم ينجح في مهماته. في حين عبّر 3 في المئة فقط من المستطلعين عن أن إسرائيل حققت معظم أهدافها أو كلها، في مقابل 33 في المئة قبل أسبوع.
كما أشارت نتائج الاستطلاع الى أنه لو أجريت الانتخابات البرلمانية اليوم، لكان حزب كاديما حصل على أقل من 20 مقعدا (في مقابل 29 حاليا)، وحزب العمل على حوالى 12 مقعدا (في مقابل 19 حاليا). وأظهرت النتائج نفسها أن 60 في المئة ممن صوتوا في السابق لهذين الحزبين لن يصوتوا لهما اليوم.