محمد بدير
شارون استيقِظ، أولمرت في غيبوبة. أولمرت وبيرتس قليلا التجربة وعديما الثقة بالنفس. متكبران. متغطرسان. هذا بعض ما جاء في وسائل الإعلام الإسرائيلية في اليوم الأول لوقف «الأعمال الحربية».

خصّصت الصحف الإسرائيلية أمس كثيراً من مقالاتها للتهكم على القادة السياسيين الإسرائيليين، وخاصة رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس، وتوقفت عند التداعيات الداخلية المتوقعة إثر الفشل العسكري في لبنان، مؤكّدة أن «هزة أرضية سياسية» ستقع في إسرائيل.
وحاولت مايا بنغل، في «معاريف»، وصف حال أولمرت على أثر صدمة الهزيمة في لبنان، فلم تجد أفضل من مناشدتها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، القابع في غيبوبة منذ ستة أشهر. قالت: «شارون استيقِظ، أولمرت في غيبوبة»، مشيرة إلى أن «هذه العبارة تعكس ما كشفت الحرب في لبنان النقاب عنه: إسرائيل ينقصها زعامة تتحلى بالخبرة. فالزعيمان، إيهود أولمرت وعمير بيرتس، بدوا غرّين يحاولان التغطية على قلة التجربة وانعدام الثقة بالنفس في هذه الحرب الدامية. فبدل أن يستخدما بحذر الرصيد السخي الذي منحهما إياه الجمهور الإسرائيلي في الأيام الأولى للحرب، أهدراه بتكبرهما وغطرستهما».
أما دان شبيط، في «يديعوت أحرونوت»، فركّز من جهته على غطرسة رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقلة خبرة كل منهما، ولا سيما الكلام المتغطرس الذي وجهه بيرتس إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مع بداية العدوان.
وقال شبيط: «مع بداية المعركة، لم يشعر رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس، بالراحة لتصريحات نصر الله، فهو ذكّرهما إلى اي حد هما غرّان في الزعامة، وأنهما قد يواجهان، لهذا السبب، صعوبة في التصدي للتحديات التي وضعها قبالتهما. لكن عمير بيرتس رد عليه بطريقة صبيانية دلت على مقدار المحتوى المثير للجدل في شخصيته، عندما توجه بالكلام إلى زعيم حزب الله محذراً إياه من أنه سيجعله يعرف من هو، وأنه سيجعله يندم لأنه تحدّاه. لكن بإمكان بيرتس الآن أن يبتلع كلامه. وكان يتعين عليه أن يفهم جيّداً شخص حسن نصر الله قبل أن يخرج إلى الحرب، وخلالها طبعا».
وتابع شبيط تهكمه على بيرتس فقال «من خلال كلامه الاستعلائي على نصر الله: سأجعلك تتذكر هذا الاسم، عبّر بيرتس عن ثقته المطلقة بقدرات الجيش الإسرائيلي ومهاراته. ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الأدلة لإظهار أن مجريات الأمور تشير إلى العكس تماماً، كشفت الحرب إسرائيل بضعفها وحماقتها، وأظهرت أن الجيش لم ينجح في تسويق البضاعة، وأثبت وزير الدفاع مجدداً أن المنصب واللقب أكبر منه بما لا يُقاس».
ولم يوفر شبيط رئيس الحكومة من انتقاداته، فقال إن «الأمر ينطبق على كلام رئيس الحكومة إيهود أولمرت الذي وعد بشرق أوسط مغاير بعد الحرب، حيث بدا هذا الكلام أمنية أكثر منه وعداً، وكان من الأفضل لو بقيت تلك الأمنية في قلبه. ذلك أن كلام الزعيمين، أولمرت وبيرتس، وتصريحاتهما المنجرفة وغير المتواضعة، ليس لها أي رصيد على أرض الواقع، وهي تعبّر عن لبّ المأساة التي سبّبتها الحرب».
وختم شبيط بالقول «لقد تبين لاحقاً أن التعامل المريب والتهكمي الذي مارسه نصر الله إزاء زعماء إسرائيل، باعتبارهم أغراراً سياسيين واستراتيجيين، لم يكن باطلاً أو مبالغاً فيه. ويبدو لوهلة أنه من الأفضل أن يُخليا المكان للآخرين، الأكثر تجربة وحكمة. لكن، ثمة شك في وجود أفضل منهما».
بدوره، قال ايتان هابر في «يديعوت أحرونوت» إن «بعض الناشطين السياسيين قد يبذلون جهوداً منذ اليوم لإقناع الجمهور بحسن أداء الحكومة ورئيسها ووزرائها وهيئة أركانها وجنرالاتها، وعدم وجود شائبة في سلوكهم، وأنهم قد حققوا نصراً لا مثيل له لشعب اسرائيل. فصدّق أو لا تصدّق».
وتوجه هابر بكلامه إلى جمهور السياسيين قائلاً «عليهم ألا يقعوا في خدعة الهدوء الذي يُخيم اليوم أيضاً على الجمهور المتعب، لا يزال هذا الجمهور مصدوماً مما حدث، ومن الضحايا والملاجئ والعجز والبلبلة الكبيرة. لا تنطلي عليه حكايات الانجازات الكبيرة. لم ينتعش الجمهور بعدُ من الجلوس الطويل في الملاجئ وعدد الكاتيوشا الضخم والدمار، وهو في الوقت الحالي يعكف على محاسبة هادئة للنفس، وكذلك احصاء ما يوجد في جيبه. فقط بعد أربع سنوات من كارثة حرب الغفران قال الجمهور كلمته وأقصى أتباع المعراخ بعيداً عن سدة الحكم». وختم هابر بالقول «ستقع هنا هزة ارضية».