علي حيدرأعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس أمس أن آخر جندي اسرائيلي سيخرج من الأراضي اللبنانية «خلال أسبوع الى عشرة أيام»، إذا نُفّذ ما اتفق عليه، فيما شدد وزير الدفاع، عمير بيرتس، على أن اسرائيل لا تنوي الانجرار الى المستنقع اللبناني بعدما فقدت «مقاتلين شجعان من أفضل أبنائهاوفي ما يخص النقاط المنوي الانسحاب منها، قال حالوتس إن القوات الدولية ستتسلّمها لتنتقل، بالتدريج، الى الجيش اللبناني. وفي محاولة لدفع صورة الفشل عن جيش الاحتلال،
اعتبر حالوتس أن الواقع الأمني في جنوب لبنان «تغيّر ويبدو أن لبنان وحزب الله هما في صورة مختلفة» وأنه بدءاً من اليوم «سنقرأ ونسمع الكثير من الأصوات في لبنان التي تفهم ما الذي أحدثه هناك حزب الله».

إلا أن الجيش الاسرائيلي بدأ، بعد مضي 24 ساعة على بدء سريان وقف النار، بالانشغال بالتحقيقات واستخلاص العبر وإصلاح العيوب التي برزت خلال المواجهات في لبنان، وذلك بالتزامن مع تزايد الأصوات الداعية إلى تأليف لجان تحقيق في أعقاب انتهاء الحرب.
وفي هذا الإطار، أوضح حالوتس أنه «ليس لدى الجيش أي موقف في هذا الموضوع وسيفعل كل ما يُطلب منه»، مشيراً إلى أن «كل جندي احتياط يتسرح سيستلم استمارة خاصة يورد فيها انتقاداته لكل المواضيع التي شهدها».
مع ذلك، اعتبر ضابط رفيع المستوى أنه «لم يحصل إخفاق يستوجب تأليف لجنة تحقيق وأن أي فحص عسكري ينبغي أن يشمل كل الأبعاد التي لا تقل أهمية». وفي ما يبدو أنه خطوة عملية نحو تأليف لجنة التحقيق، قال الضابط نفسه إن رئيس الأركان سيعيّن ضباطاً نظاميين واحتياطيين لا علاقة لهم بشكل مباشر بأحداث الشمال من أجل تنسيق المواضيع التي ينبغي التحقيق فيها، والتي من ضمنها توقيت البدء بالعملية البرية الواسعة رغم أنه «بدا واضحاً أن الجيش سيدخل في عملية معقدة».
ويبدو من التقارير الأولية في الجيش أن النفقات المباشرة للحرب تجاوزت ملياري دولار، هذا بالإضافة الى نفقات أخرى.
ويشار الى أنه مع نهاية القتال في الشمال وبدء تنفيذ الاتفاق المتبلور في الأمم المتحدة تنتهي مهمة نائب رئيس الأركان موشيه كابلينسكي، ممثل رئيس الأركان في القيادة الشمالية، ليعود الى منصبه الأصلي وتبقى المنطقة الشمالية تحت سلطة اللواء أودي آدم.
أما بيرتس فقال من جهته إنه «ينبغي إجراء محادثات مع لبنان وتهيئة شروط إجراء محادثات مع سوريا». وعبّر بيرتس عن أمله في أن «يجعل الوضع الجديد قرارات الأمم المتحدة قابلة للتنفيذ»، مشيراً الى أن اسرائيل «لا تنوي الانجرار الى المستنقع اللبناني».