إسرائيل ترى أن مهمة القوات الدولية حماية حدودها الشمالية

علي حيدر
جددت القيادة العسكرية الإسرائيلية التأكيد على أن جنود الاحتلال سيبقون «لأسابيع» في الجنوب إلى حين انتشار الجيشاللبناني والقوات الدولية، التي رأى نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز أنها تهدف إلى حماية الحدود الشمالية لدولة إسرائيل.
وقال نائب رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه كابلينسكي، في مقابلة مع اذاعة الجيش: «يحتمل ان يحافظ الجيش الاسرائيلي على مواقع في لبنان حتى بعد الانسحاب». ولكنه رأى ان السيطرة على هذه المواقع ستكون «من دون وجود مادي للقوات على الارض».

ورغم اتفاق وقف النار، قال رئيس الأركان دان حالوتس، خلال مثوله امام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: «في الوضع السائد حالياً، هناك امكان للاشتعال، وكل شيء مرتبط بقدرة الحلول السياسية». أما نائبه كابلينسكي فقال من جهته انه «اذا فُتحت معارك مرة اخرى فلن نضطر للهرب مطلقاً وسنعرف كيف نواجههم»، مشيراً إلى أن دور الجيش خلال المعركة «كان تهيئة شروط اتفاق وقف النار الذي توصلنا اليه». وأضاف كابلينسكي أيضا ان واجب الجيش الاستعداد للمدى الطويل، مشيراً إلى أن «وجود الجيش الاسرائيلي في لبنان سيستمر لاسابيع وليس لسنة او اشهر»، رابطاً ذلك بتحمل «الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يحدث في جنوب لبنان».
وفي موقف يعكس صورة نتائج المعركة في الرأي العام الاسرائيلي، أعرب كابلينسكي عن أسفه على شعور الجمهور الاسرائيلي «كما لو ان اسرائيل هُزمت»، مشيراً إلى أنها خرجت الى الحرب «مع اهداف واضحة جداً».
واقر حالوتس، امام اللجنة نفسها، بأن «القوة العسكرية وحدها لا تستطيع حل مشكلة تسليح حزب الله، وانما تستطيع ايجاد شروط سياسية». وأنكر ما كان قد أعلن عنه في بداية الحرب عن أن الهدف هو «تجريد حزب الله من سلاحه وتفكيكه»، مشيراً إلى ان ذلك يستوجب احتلال مئات الكيلومترات بكل الاتجاهات والوصول الى كل صاروخ.
وبرر حالوتس الخسائر الكبيرة التي تلقاها الجيش جراء الصواريخ المضادة للدروع بأنه «في سياق القتال، كانت هناك حاجة الى اجراء تغيير في الوضع، تغيير فكري في مفهوم القتال التكتيكي، واصدرنا توجيهات خلال القتال ولكن كانت هناك ايضاً اخطاء كررت نفسها».
واعرب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز عن ثقته «بأن تكون قوة الأمم المتحدة قادرة على حماية حدود اسرائيل الشمالية لأنها حصلت على تفويض أكثر قوة»، مشيراً إلى أن «جنوب لبنان ليس بقعة جغرافية كبيرة ونشر 30 ألف جندي فيها سيعني ملء هذه المنطقة... والأمم المتحدة أعطت القوات سلطة لم تكن لديها». وقال بيريز ان اسرائيل صمدت في الحرب بعدما «ظنوا انها ستجثو على ركبتيها»، وخرجت في «وضع جيد عسكرياً وربما في وضع افضل سياسياً». وبعدما رفض كابلينسكي ما قيل بحق رئيس الاركان وفضيحة الاستثمار في البورصة قبل بدء الحرب، معرباً عن «خيبته وغضبه ازاء الوضع الذي آل اليه حالوتس»، انضم وزير الدفاع عمير بيرتس الى المدافعين عن رئيس الاركان الذي «يتولى قيادة الجيش الاسرائيلي بولاء وتفان في خدمة دولة اسرائيل من اجل امن مواطنيها وجنودها». واضاف بيرتس ان «اهتمام حالوتس منصب كلياً على الحرب وانجاز المهام الموكلة للجيش».