يحيا دبوقبدأت تداعيات الحرب على لبنان تتوالى على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والحزبية؛ فمن تشكيل لجنة التحقيق حول الإخفاقات التي حصلت، الى تبادل تحميل المسؤولية بين المستويينالسياسي والعسكري، بادر كل من حزبي العمل والليكود إلى البحث عن جنرالات ليتصدروا وجهة الحزب أو يشاركوا فيها من أجل نيل ثقة الجمهور الإسرائيلي.
على مستوى حزب العمل، لم يكد اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ حتى بدأت المساعي لاستغلال نتائج الحرب لإطاحة عمير بيرتس من رئاسته، وطلب وزراء في الحزب من رئيسه السابق الجنرال إيهود باراك منافسة بيرتس على الرئاسة.

وقال احد هؤلاء الوزراء ان هناك «مرشحاً واحداً فقط يمكنه انقاذ الحزب من الأزمة التي يواجهها»، فيما اكد آخر ان «زعيم الحزب القادم لا بد ان يكون جنرالاً». وكان ايهود باراك قد تحدث في الفترة الأخيرة مع عدد من الوزراء واعضاء الكنيست من العمل عن المضاعفات السياسية للحرب على حزب العمل، وعن عملية التنافس الداخلي في الحزب.
في هذا الإطار، تتسلط الأضواء في حزب العمل على شخصيتين عسكريتين بوصفهما قادرتين على منافسة بيرتس لإطاحته والحلول مكانه، هما رئيس أركان الجيش السابق إيهود باراك ورئيس الموساد السابق عامي أيلون الذي رفض التعليق على هذه الأنباء، بينما أقر أحد مقربي باراك بوجود توجهات من نوع كهذا، لكنه رفض أن يضيف معلومات. ويسود تقدير في حزب العمل أنه إذا قرر بنيامين بن اليعازر، الذي كان ضابطاً سابقاً، الوقوف بجانب بيرتس «فسيكون من الصعب تحريكه». أما إذا وقف اليعازر الى جانب باراك فسيتمكن عندها الأخير من الوصول الى رئاسة الحزب.
وفي ما يبدو تلويحاً لباراك بتحميله مسؤولية الوضع على الحدود مع لبنان، قدر احد كبار مسؤولي الحزب (لم يُفصح عن اسمه) أنه "إذا تألفت لجنة تحقيق رسمية، فإنها ستحقق كذلك على الأرجح في خروج القوات الاسرائيلية من لبنان في العام 2000» عندما كان باراك رئيساً للوزراء، وعندها «يمكن لباراك أن يجد نفسه متساوياً مع بيرتس وأولمرت في الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق، وهو ما سيؤثر في اتجاهات الرأي العام، وفي نهاية الأمر لن يستطيع المنافسة في الحزب».
ويبدو ان الحاجة الى شخصية عسكرية تتصدر واجهة الحزب انتقلت الى حزب الليكود؛ فقد ذكرت تقارير اعلامية ان رئيس الحزب بنيامين نتنياهو يبحث عن شخصية عسكرية تُقوي فريقه. وقال مصدر في حزب الليكود إن «نتنياهو يعمل على ضم شخصية عسكرية الى حركته». وأضاف أن دعوات وجهت في الأسابيع الأخيرة الى اللواء المتقاعد «يعقوب عميدرور» لكي ينضم الى السياسة في اطار حزب الليكود. وقد أقر عميدرور بأن مثل هذه الدعوات حصلت، لكنه لم يتخذ موقفاً حتى الآن.