رلي حيدرحكومة إسرائيل تخلّت عن اثنين من مقاتلي الجيش الإسرائيلي ممن أُرسلوا في مهمة من قبلها، وتركتهما في يد العدو". هذا ما كتبه رفاق الجنديين الأسيرين إيهود غولدفسر وألدد ريغف، في عريضة أرسلوها إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت.فبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعث رفاق الجنديين الأسيرين بهذه العريضة، كجزء من موجة احتجاج من مقاتلين قدامى يكنون ضغينة وغضباً وخيبة أمل من أداء القيادة السياسية.
تقول العريضة "ذُهلنا لسماع أن حكومة إسرائيل وافقت على قرار مجلس الأمن ووقف النار من دون أن يعود أخَوَانا في السلاح الى الديار. انطلقنا الى خدمة الاحتياط ونحن واثقون بأن كل مواطني إسرائيل وحكومة إسرائيل يؤمنون بالقيمة نفسها التي يتعلمها كل مقاتل منذ أول يوم في خدمته: لا نترك الرفاق في الخلف. يتعلق الأمر بترف غير أخلاقي. حكومة إسرائيل تركت مقاتلين من الجيش الإسرائيلي، أرسلتهما هي للقيام بمهمة".
يضيف الجنود، في عريضتهم، "سيدي رئيس الحكومة، ربما نسيت، لكن السبب الذي من أجله خرجت إسرائيل للحرب لم يكن تمركز رجال حزب الله على خط الحدود. لقد بدأ هذا الواقع منذ عام 2000. كما أن السبب لم يكن سقوط الصواريخ على معالوت، كريات شمونه أو حيفا، لأن هذه الصواريخ سقطت بعد عملية الأسر. السبب كان أسر جنديين من الأراضي الإسرائيلية على يد حزب الله".
ويشير الجنود إلى أن "هناك أزمة ثقة بين الحكومة وبين مقاتلي الجيش. في المرة التالية التي سنترك فيها نساءنا وأطفالنا ونأتي الى الاحتياط، إذا جرى لنا شيء، ــ لا سمح الله ــ فليس مؤكدا على الإطلاق أن دولة إسرائيل ستحرص على سلامتنا. الشرخ واسع، عميق، وأليم" .
وبحسب «يديعوت»، فإن هذه العريضة ستوزّع في الأيام المقبلة على المقاتلين من الألوية المختلفة لإضافة أسمائهم إليها.
هناك أيضاً عريضة ثانية، جاءت تحت عنوان "جناحان مكسوران". وقد كتبها ضباط ومقاتلون من فرقة الاحتياط المختارة للجيش الإسرائيلي ممن شاركوا في القتال في الأيام الأخيرة في القطاع الغربي، وعادوا من لبنان قبل يومين.
تقول العريضة، الموجهة إلى «دولة إسرائيل»، "أُصبنا بجراح خطرة في المعركة الأخيرة. عُدنا الى الديار، الى زوجاتنا وأطفالنا سالمين، فيما أجنحتنا وقلوبنا تنزف من انهيار الأسس الأكثر أساسية لقيم جيش دفاعك". وأوضح الجنود "نحن نتطرق أيضاً الى أخواننا من المدرعات ممن ذُبحوا في وادي السلوقي في معركة عديمة الجدوى كان هدفها إظهار تصميم الجيش الإسرائيلي. نحن نتحدث أيضاً عن أبطال غولاني الذين تُركوا في وضح النهار أمام قناصة حزب الله في بنت جبيل، وكذلك عن أخوتنا الشبان، المظليين النظاميين، الذين نزفوا حتى الموت، بينما كانوا ينتظرون الإنقاذ الذي لم يأتِ».
تابعت العريضة إن "القيمة الأساسية التي تربينا عليها تحطمت أشلاءً أمام أنظارنا، فيما جاء في المنظومة العسكرية مفهوم جديد: إبقاء الجريح. يُبقون جريحاً في ميدان المعركة، ينزف وينتفض حتى الموت، وذلك بسبب خوف القيادة على مروحيات الإنقاذ".
قال أحد الضباط الموقعين على العريضة إن "هدفنا أن يكون الجيش مستعدا وجاهزا للجولة المقبلة. نحن نبحث عن تغيير جوهري في سلوك الجيش والقيادة السياسية. نحن كجنود اضطررنا الى مواجهة أهداف غير قابلة للتحقق. يجب تأليف لجنة تحقيق رسمية لكي نحل كل المشاكل".