يوئيل ماركوس - «هآرتس»
لم يسبق أن استطاعت حكومة جديدة، بوجوه جديدة طموحة، أن تورط نفسها، خلال وقت قصير جداً في هذا القدر الكبير من الأخطاء كحكومة إيهود أولمرت.
تطوعت إسرائيل للغرق في المستنقع اللبناني، بشكل عبثي ومن دون تفكير مسبق. وأبقت جنوداً في الجنوب اللبناني إلى حين وصول قوات الطوارئ الدولية، وبعد وقت ليس بطويل سيخرج مقاتلو حزب الله لضربهم. ليس هناك، في هذا الوقت، شعور أننا نسيطر على الوضع، وليس هناك أي ضمان أن يكون للحكومة جدول أعمال يمكّنها من البقاء في السنوات الثلاث ونصف السنة الباقية لها حتى الانتخابات.
إحدى عبر تلك الحرب هي أن الحكومة عملت بشكل مقلوب. نفذت أولا ومن ثم فكرت؛ فحكومة أولمرت ذهبت وفق قاعدة افعل أولاً وفكر ثانياً. كانت التهديدات المتغطرسة ضد العدو، والتعهد بشرق أوسط جديد، وبنزع سلاح حزب الله وإزالة خطر الصواريخ، أقوالاً عبثية أكثر مما هي نابعة من تفكير مسبق.
تعهد أولمرت بأن يلقن حزب الله درساً، ولكن ماذا تعلم العدو؟ أنه لا قدرة لإسرائيل قدرة على الحسم، وأن القوة البرية التي تقدمت بعد شهر من القصف الجوي، تعاني من الإهمال، ومسلحة بمعدات متدنية، والأكثر من ذلك، أنها لم تتدرب بشكل كاف. قال لي أحد الجنود «عندما أدخلونا إلى لبنان قبل أيام، قبل وقف إطلاق النار، كان لدينا شعور بالصدمة كما في حرب الغفران». وأضاف «كنا مكشوفين في أبراج الدبابات وينتابنا شعور بالذهول، مذهولون ولا حول لنا عندما تم تدمير أحدث معداتنا بسلاح متطور لدى حزب الله». وتابع «ومن ثم أصبح ما يهمنا هو إيجاد طعام والبقاء على قيد الحياة حتى توقف إطلاق النار... لقد بدأت أفكر أن قضية أسهم قائد الأركان كشفت على يده هو. فمن المفضل له أن يطير من منصبه لهذا السبب، من أن يطير بسبب فشل عسكري».
لقد كشفت نتائج الحرب حتى الآن مكامن قوتنا وضعفنا. لا يزالون في إسرائيل يلهون في الفكرة الخطيرة، وهي اغتيال حسن نصر الله. عندما اغتيل سابقه، عباس موسوي، قاموا بتفجير مركز يهودي في الأرجنتين وحصلنا على وريث مع قدرات أكبر.
عندما كانت الأم اليهودية تفتخر بابنها كانت تقول «لديه رأس وزير»، هذا الثناء أصبح اليوم مهيناً.
لا شك أن صدمة آلاف الصواريخ، ومليون لاجئ في البلاد وخسائر اقتصادية بالملايين، ستحدث هزة في ثقة الجمهور.
مع هذا القدر الكبير من الأسئلة حول السهولة التي تتخذ فيها الحكومة القرار، عن لجان تحقيق، وعن عصيان مدني وتسونامي سياسي على الطريق، فمن الأفضل الاستعداد لتقديم الانتخابات.