الناصرة ـ فراس خطيبعلى وقع الانكسارات التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في لبنان منذ 12 تموز الماضي، حاول جنوده التنفيس عن شعور الهزيمة عبر التنكيل بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة.وأظهر تقرير أعدَّه مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم» تصاعد حدة التنكيل وإذلال الفلسطينيين على أيدي جنود الاحتلال، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على لبنان. وتبين من تقرير المركز أنَّ الظاهرة تعاظمت لسببين، أولهما «الإحباط واليأس والغضب الذي انتاب الجنود الإسرائيليين حيال الخسائر التي يتكبدها جيشهم في لبنان في مواجهته حزب الله»، وهو ما دفعهم إلى «ممارسات انتقامية» على شاكلة «فشة خلق». أما الثاني فكان نتيجة «انهماك الساحة الدولية بما يجري في لبنان، وشعور جنود الاحتلال بأنهم لن يحاسبوا على أفعالهم هذه»، وهو ما دفعهم إلى التنكيل بشكل منقطع النظير.
ويرصد تقرير «بتسيلم» تجاوزات إسرائيلية خلال العدوان على لبنان على الحواجز الإسرائيلية في القرى والمدن في الضفة الغربية. وبرز التجاوز الأكبر على الحواجز في محافظات نابلس وطولكرم، حيث تجاوز الجنود القوانين والأعراف الدولية، حسبما جاء في التقرير.
ويرصد المركز، في تقريره، شهادات من مواطنين فلسطينيين تعرضوا للتنكيل على إيدي جنود الاحتلال، وحتى الآن لم يحاسب أحد من المعتدين، لأنَّ هذه الحالات لا تصل إلى المسؤولين، كما لا يقدم الفلسطينيون شكوى إلى الأجهزة الإسرائيلية نتيجة عدم إيمانهم بصدقيتها.
وتعرض تاجر الخضر الفلسطيني مطر خمايسة، من سكان جنين، عند حاجز عنبتا في الأول من الشهر الجاري، إلى اعتداء من جنود الاحتلال في منطقة يحظر على سكان جنين السفر عبرها.
وأجبر خمايسة على الالتفاف عن الحاجز، وفي الطريق تعرض له أربعة جنود كانوا يستقلون سيارة عسكرية، فأنزلوه من الشاحنة واقتادوه إلى حقل قريب وانهالوا عليه بالضرب المبرح واللكمات وضربات بفوهات البنادق والركلات. أوقفوه بعيداً عنهم، وأطلقوا عليه أعيرة مطاطية فأصابوه بحروقٍ بيده وبطنه. من بعدها، اقتادوه إلى سيارته وهم يضربونه طوال الطريق وأمروه بالعودة إلى جنين.
ويقول العامل الفلسطيني نعيم إشتيية، من سكان محافظة نابلس، إنه تعرض لاعتداء عندما كان متجهاً إلى عمله. حاول إشتيية تجاوز حاجز عصيرة الشمالية، فاعترضه اربعة جنود، وقبل أن ينطق بكلمة واحدة انهالوا عليه بالضرب وكسروا يده. أخذ أحد الجنود هويته وأمره بأن يتجه للحاجز ليأخذها. وصل إشتيية إلى الحاجز وهو يشعر بآلام شديدة بيده، واجبره الجندي على الانتظار ساعة تحت حرارة الشمس، ومن بعدها انتظر40 دقيقة على مقربة من الحاجز. وبعد هذا الانتظار، سمح الجندي لإشتيية بأن يغادر، أعطاه الهوية وصفعه لكمة على وجهه من دون سبب.
وتعرض جودت غيث (52 عاماً)، من سكان محافظة طولكرم، لضرب مبرح من جنود الاحتلال عندما دخل بسيارته الخاصة وبرفقة عائلته شارعاً لا يسمح إلا للمستوطنين بالمرور منه. فوصل الحاجز وأمره الجنود بالنزول من السيارة وانهالوا عليه بالضرب واللكمات، وضربوه بأعقاب البنادق لمدة 10 دقائق متتالية حتى فقد وعيه وانهار. كان هذا على مرأى من زوجته وأطفاله. استفاق غيث في المستشفى وتبين له ان زوجته في المستشفى بعدما أغمي عليها عندما رأته منهاراً.
وتعرض الفلسطيني علي عبد الله خميس (31 عاماً)، لاعتداء أيضاً عندما كان ينتظر الصف على الحاجز لمدة 3 ساعات. كان هناك أكثر من 700 فلسطيني ينتظرون معه، إلا أنّ الجندي أمره، وبعد فحص الهويات، أن يعود إلى آخر الصف. رفض خميس لأن عائلته معه، عندها قام الجنود بضربه بفوهة البندقية وانضم إليهم من بعدها عدد من الجنود، وانهالوا بالضرب على خميس أمام الحشد وحجزوه بغرفة صغيرة لبضع ساعات ونقلوه من بعدها إلى التحقيق.
وقام معاوية موسى بنقل ركاب من طولكرم الى رام الله محاولاً تجاوز الحاجز، بسبب الحظر المفروض على الرجال دون سن 35 من المرور عبر الحاجز. أوقف جنود سيارة الأجرة، وقام أحدهم بسحب معاوية موسى من السيارة بالقوة. رفع الجندي بندقيته وضرب موسى بقوة في بطنه من دون أي سبب. قرَّب أحد الجنود بندقيته من جبين معاوية موسى، وقام بسحب مشط البندقية مهدداً إياه بالقتل.