هآرتس - عكيفا الدار
رأى الرئيس رونالد ريغان أن معمر القذافي «خطر على الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية». أما الرئيس (جورج) بوش، سيد الدمقرطة، فقد أجرى مع الديكتاتور الليبي محادثات سرية، وقرر قبل ثلاثة أشهر استئناف العلاقات الديبلوماسية مع ليبيا وشطب اسمها من قائمة الإرهاب. بعد ذلك بمدة قصيرة، تراجع بوش عن سياسته «الصليبية» تجاه إيران وعرض على حكومة أحمدي نجاد رزمة جيدة من الامتيازات على رأسها إزالة المقاطعة الاقتصادية الأميركية عن طهران. كان لواشنطن أيضاً ممثل في «محادثات الأطراف الستة» الجارية مع كوريا الشمالية.
يستطيع بوش السماح لنفسه بتصفية الحساب مع الأسد لدعمه معارضي الولايات المتحدة في بداية الحرب في العراق وإشغال رأس سوريا بالإجراءات الديموقراطية. وليس هناك أي مؤشر إلى أن سوريا ستساعد في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (1701) الصادر في آب 2006 قبل أن تقترح الولايات المتحدة و/أو إسرائيل عليها الثمن المعروف ــ تطبيق قرار مجلس الأمن (242) الصادر في حزيران 1967 (وقرار الجامعة العربية الصادر في آذار 2002) على هضبة الجولان. يصرح الأسد بأن الوضع الراهن القائم ليس خياراً مطروحاً في العلاقات بين سوريا وإسرائيل، إذ إن وزير الدفاع السوري حسن توركماني ونظيره الإيراني مصطفى محمد ــ نجار وقعا على اتفاق للتعاون العسكري.
بعد أن جبى العمى والغرور منا في الفترة الاخيرة ثمناً يصعب تحمله، كان من المتوقع أن «تقول القيادة الحقيقة للشعب». الحقيقة هي أن الجهات المسؤولة عن التقدير في إسرائيل توصي المستوى السياسي إثر الحرب في لبنان بالتخلص فوراً من حالة اللاحرب واللاسلم في الساحة السورية. هم يعرضون على القادة خيارين اثنين: الأول: مفاوضات حثيثة مع سوريا (ولبنان) في مقابل هضبة الجولان (وشبعا)، وإبعاد الحلف الإيراني ــ السوري عن الحدود الإسرائيلية ووقف دعم فصائل الرفض الفلسطينية.
أما الخيار الثاني فهو حرب وقائية سريعة ضد سوريا قبل أن تحصل إيران على القنبلة النووية، وقبل أن تستكمل طهران تحويل الجيش السوري إلى جيش حديث مزود بأحدث الوسائل.
بحسب التقديرات الحذرة، لن تتواصل هذه العملية أكثر من عامين. للأسف الشديد، لن يكون لدينا في المستقبل المنظور حكومة قادرة على إجراء المفاوضات مع سوريا، ولا يوجد في واشنطن رئيس يقوم بذلك من أجلنا. لذلك أنتم مدعوون للمحافظة على نظافة الملاجئ.