تتواصل حركة الاحتجاج الشعبية في إسرائيل على خلفية الإخفاقات التي شهدها العدوان الإسرائيلي على لبنان، وعدم استجابة الثلاثي المسؤول عن فشله، رئيس الوزراء ايهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس، لدعوات الاستقالة وتأليف لجان تحقيق رسمية لدرس مكامن الفشل وتحديد المسؤوليات.وتمتاز حركة الاحتجاج هذه في ابتعادها حتى الآن عن الخلفيات السياسية الحزبية، من خلال رفض القائمين عليها إدراجهم ضمن أي من التيارات السياسية المعارضة للحكومة، من اليسار واليمين، وفي أنها تحدث عفوياً وتتسع كبقعة الزيت، لتضم عائلات الجنود القتلى إلى جانب جنود الاحتياط الذين شاركوا في العدوان على لبنان وعادوا يحملون الكثير من الانتقادات والتحفظات بشأن جملة من الأمور التي واجهوها، بدءاً من سوء الإعداد والتجهيز، مروراً في التردد على مستوى اتخاذ القرار، وصولاً إلى الأداء السيئ للمستوى القياديفي هذا السياق، انضمّ عدد من أهالي الجنود الذين قُتلوا في لبنان إلى جنود الاحتياط من لواء الكسندروني، واتفقوا معهم على تنسيق عمليات الاحتجاج بهدف استقالة الحكومة. ووقّع الطرفان على رسالة نشرتها «هآرتس» أمس، جاء فيها «نحن جنود الاحتياط الذين عادوا من الحرب الأخيرة في لبنان، ونحن الأهالي الثكالى الذين فقدوا أبناءهم في هذه المعركة، نناشد رئيس الحكومة ووزير الدفاع: فشلتم. تحمّلوا المسؤولية. استقيلوا. الألم الذي سببتموه بفشلكم استطاع أن يوحّدنا. وباسم زملائنا الذين لم يرجعوا من المعركة، وباسم الأسرى وعائلاتهم، وباسم أبنائنا الأعز علينا من أي شيء، الذين لم يعودوا، نعلن أنه لن يهدأ لنا بال ولن نتوقف عن نضالنا حتى يتحمل المسؤولون مسؤولية أعمالهم. نحن نناشد رئيسي الحكومة: لا تستنزفانا، صبرنا كفاية. عدنا للتوّ من المعركة كجنود. ودخلنا للتوّ في ضباب معركة الذّل. اعفونا من هذا النضال على الأقل. بعد استقالتكم، ستُؤلّف لجنة تحقيق لدرس عوامل الفشل والإخفاقات على الجبهة وفي الداخل».
وتنوي العائلات الثكالى والجنود، الخروج يوم غد الجمعة في حملة احتجاج من أمام قبر أحد الجنود، وتقديم رسالة إلى رئيس الحكومة يطالبونه فيها بالاستقالة خلال أربعة ايام.
وفي عريضة أخرى، أعلن للمرة الأولى عشرات جنود الاحتياط في وحدة مختارة، أنهم لن يلتحقوا بعد الآن بالخدمة الاحتياطية بسبب سوء معاملتهم خلال الشهر الماضي. وجاء في هذه العريضة، التي وقّعها 34 جندياً من سرية مختارة: «تراكمت بيننا مشاعر صعبة من الظلم وقلّة الاهتمام من قادتنا الكبار... نحن نعلن أننا لا ننوي مواصلة الخدمة جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي، ونطالب بعدم استدعائنا للخدمة مجدّداً».
(الأخبار)