اشترطت تعزيز الـ«يونيفيل» لإنهاء الحصار وتطبيق الـ1701 لوقف الناراتهمت إسرائيل أمس، سوريا بأنها مخزن أسلحة إيراني لمصلحة حزب الله، وبأنها تشجعه على عدم نزع أسلحته، مشترطة في الوقت نفسه تعزيز القوات الدولية المنتشرة في لبنان لإنهاء الحصار الذي تفرضه عليه، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 من أجل وقف النار.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية «أمان»، عاموس يادلين، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن «حزب الله لا ينوي ترك جنوب لبنان أو نزع سلاحه، وفي أقصى الأحوال سيكون مستعدّاً لطيّه في هذه المنطقة». وأضاف أن سوريا تحاول «استخلاص عبر فعالة من الطريقة التي أدار فيها حزب الله المعركة ضد اسرائيل» وأنها عبّرت عن رضاها عن هذه الإدارة وتشجعه على معارضة نزع سلاحه.
وشدّد يادلين على أن «الجيش اللبناني انتشر الى جانب منظمة حزب الله، لكنه لا يمُثّل بديلاً عنه» مشيراً الى أنه «بعد ايام من اعلان وقف النار، بدأت سوريا خفض مستوى استنفار قواتها، والجيش السوري حالياً هو في حالة استعداد عادية». وأضاف أن «سوريا وحزب الله فوجئا بالموقف الصلب للجبهة الخلفية الاسرائيلية خلال الحرب» لأنهما كانا «يتوقعان أن يسقط لإسرائيل ضحايا اكثر بعد اطلاق حوالى أربعة آلاف صاروخ، كما توقعوا غضباً اكبر في المجتمع الاسرائيلي».
وقال يادلين، إن حزب الله «يعمل على ثلاثة مستويات لترميم البؤر التي تضرر بها خلال الحرب: تأمين بنية تحتية فعالة (نقل وسائل قتالية وترميم البنى التحتية العملياتية في جنوب لبنان)، وترميم الاضرار في الطائفة الشيعية (دفع اموال لأصحاب المنازل التي اصيبت، تتراوح بين 12 الف دولار و15 الف دولار) وترميم مكانته في لبنان بعد الانتقاد الشديد الذي وُجّه له لأنه ورّط لبنان في الحرب».
وأشار يادلين الى أنه «لا يوجد احتكاك ميداني مهمّ في مقابل قوات الجيش الاسرائيلي المنتشرة هناك (في الجنوب)، باستثناء حالات فردية. حزب الله يحافظ على وقف النار، غير أنه كلما مر الوقت وتأخر انتشار القوات المتعددة الجنسيات زاد احتمال عودة حزب الله، سواء بمبادرة منه أو ردّاً على عمليات الجيش الاسرائيلي، للعمل ضد قوات الجيش الاسرائيلي المنتشرة في الجنوب اللبناني».
ورأى يادلين أن «ايران متغلغلة عميقاً داخل منظمة حزب الله عبر التدريب والتخصصية العسكرية، والتمويل والتوجيه»، مشدّداً على أن «ايران تستخدم سوريا مخزن سلاح لمصلحة حزب الله سواء عبر النقل مباشرة او عبر دفع اموال لسوريا من اجل أن تنقل سلاحها إلى حزب الله».
وبرغم قوله إن تورط ايران ليس خافياً على أحد، شدّد يادلين على أن حزب الله فضَّل استخدام السلاح السوري لا الايراني، مشيراً إلى أن «اغلب صواريخ الكاتيوشا، باستثناء البعيدة المدى (زلزال) كان من المخزن السوري لا الايراني».
أولمرت
ورأى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من جهته، أن «الانتشار السريع لقوات دولية معززة في لبنان سيسمح برفع الحصار البحري والجوي عن هذا البلد». وأفاد مكتب اولمرت بأن هذا الموقف ورد خلال اتصال مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بهدف إطلاعه على التقدم الذي أُحرز بشأن تعزيز القوات الدولية في لبنان. وأضاف المكتب أن اولمرت قال لرايس إن القرار 1701 «يجب أن يطبّق بالكامل للمحافظة على وقف النار».
أما وزير الدفاع عمير بيرتس، فشدّد على «الأهمية الكبيرة لنشر القوات المتعددة الجنسيات على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان»، بهدف الحؤول دون «عودة ايران وسيطرتها على جنوب لبنان». وكرر بيرتس الدعوة الى تأليف قوة مهمات اقتصادية لترميم جنوب لبنان كيلا تفعل ذلك ايران وتعزز مكانتها» لدى سكان الجنوب.
وفي محاولة لملء الفراغ السياسي الذي أحدثه فشل الحرب على لبنان وسقوط مشروع الانطواء من جدول اعمال الحكومة، يسعى اولمرت الى توجيه اهتمامات الجمهور الاسرائيلي نحو قضايا أخرى. وفي هذا الإطار، اعلن أولمرت أن «ترميم الشمال هو المهمة المركزية لحكومته والموضوع الاول على جدول اعمالها»، وقال إن هذا الوقت هو «فرصة لتحويل الشمال الى منطقة مزدهرة» عبر استثمار حوالى عشرة مليارات شيكل (اكثر من ملياري دولار). وقال «نحن سائرون نحو تطوير شمال البلاد بأحجام لم يسبق لها مثيل» واضعاً ذلك في إطار الردّ على من «يحاول تهديد وجود دولة اسرائيل».
وأضاف أولمرت، خلال جولة له في الشمال: «ينبغي الاستعداد لجميع السيناريوهات وتسريع الجداول الزمنية كي نكون جاهزين لاستقبال المصابين في كل الظروف». وشدّد على أن السؤال الاساسي الذي يشغله هو كيفية استخلاص العبر من الفشل، مشيراً إلى أنهم سيجرون «كل الدراسات والتحقيقات» على قاعدة «استخلاص العبر لا عبر جــلد الذات».
في السياق نفسه، اعلنت الناطقة باسم رئيس الوزراء، ميري ايسين، أن اولمرت سيكشف في وقت قريب عن الإطار القانوني الذي يعتزم تحديده بشأن التحقيق في ادارة الحرب على لبنان. وأضافت أن «المستشار القانوني للحكومة مناحيم مزوز، نقل كل المادة التي تتيح لأولمرت اتخاذ قراره، وقد أعلن رئيس الوزراء انه لا يعارض تأليف لجنة تحقيق حكومية».
وفي وقت تتصاعد فيه الانتقادات للجيش والمستوى السياسي جرّاء فشل الحرب على لبنان، وجّه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس رسالة إلى الجنود، أقرّ فيها بوجود «عيوب على المســـــتوى اللوجيستي والعــملياتي والقيــــادي» خلال الـــعدوان.
وأضاف حالوتس «يجب درس النجاحات والاخطاء بعمق. وعلينا استخلاص إرشادات مهنية من ذلك لأننا نواجه تحديات اخرى... وهذه الدراسة ستشملنا جميعاً ابتداء بي شخصياً وصولاً الى آخر جندي».
وادّعى حالوتس أنه عرف قبل بدء القتال بأن «هذه الحرب لن تحسم بالحراب، وأن الجبهة المدنية في دولة اسرائيل ستكون عرضة للهجوم والصواريخ».