يحيى دبوقتنتاب إسرائيل حالياً نوبة من القلق، أشعلت لديها «الضوء الأحمر»، من المنظومة الاستخبارية لحزب الله ودقة وسعة المعلومات التي جمعتها عن جيش الاحتلال بمختلف أسلحته وأذرعه وهيكلياته.
فقد نشرت صحيفة «معاريف» أمس تقريراً خاصاً حول منظومة الجمع الاستخباري الموجودة لدى حزب الله، استندت فيه إلى ما قالت إنه "غيض من فيض" المواد والوثائق التي عثرت عليها قوات الاحتلال في مواقع ومراكز للمقاومة خلال توغلها داخل الأراضي اللبنانية إبان العدوان الأخير.
وبحسب الصحيفة، تلقت وحدة "الغنائم" التابعة لهيئة الأركان العامة، وسط الكميات الكبيرة من الأسلحة المتطورة، وثائق استخبارية باللغة العربية، وصفتها الصحيفة بأنها مثيرة للقلق، وتدلل على أن حزب الله عمل بشكل منهجي على جمع كمّ كبير من المعلومات عن الجيش الإسرائيلي ووحداته المختلفة الأمامية والخلفية.
ومن بين هذه الوثائق، كراسات إرشاد، قالت الصحيفة إنّ قادة المقاومة في القطاعات المختلفة كانوا يستخدمونها، وتتضمن معلومات عن كل وحدات الجيش الإسرائيلي وطرق التعرف إليها من خلال رموزها وشعاراتها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكراسات تتناول الأسلحة المختلفة ـــ الجو والبر والاستخبارات ـــ وتشرح بالتفصيل توزيع حداتها المتنوعة، بما في ذلك الوحدات التي تعدّ سرية ونخبوية، كوحدتي "ميتار" و"موران" في سلاح المدفعية، ووحدة "شلداغ" التابعة لسلاح الجو، إضافة إلى وحدة "سييرت متكال" المشهورة، ووحدات أخرى داخل سلاح الاستخبارات، وُصفت بأنها شديدة السرية، لم يتطرق التقرير إلى ذكر أسمائها.
وتحدثت الصحيفة، على سبيل المثال، عن كراسات تُعنى بسلاح الجو الإسرائيلي، تشرح تاريخه وتطور أسرابه وأنواع الطائرت المستخدمة سابقاً وحالياً. وتفصّل هذه الكراسات أسماء الأسراب في سلاح الجو الإسرائيلي، من بينها الأكثر حداثة فيها كسرب "هاتسيرعا"، وتتحدث عن وحداته الخاصة، كوحدة 669 ووحدة "ضد الطائرات" المجوقلة، ووحدة طائرات الاستطلاع والتجسس من دون طيار، من دون أن تغفل توضيح شارات الأفراد والضباط في كل سلاح بشكل مصور.
وتفرد الكراسات، التي ضُبطت، فصولاً مطولة عن الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، تتناول، من بين أمور عدة، ألوية المشاة وتسليحها المتنوع وأماكن انتشارها ومواقع قياداتها، فضلاً عن شروحات مفصلة حول مسيرة الانضمام إلى هذه الألوية ومسار تقدم المجند فيها والفترات والدورات التي يحتاج إلى تجاوزها في هذا السياق.
أما في ما يتعلق بسلاح المدرعات، فقالت الصحيفة إن الكراسات تظهر تعمقاً في فهم حجم القوات فيه ومواقع القواعد وأسماء الكتائب ورموز الوحدات المختلفة.
ونقلت "معاريف" عن ضابط رفيع المستوى في الجيش قوله" لقد جمعنا معلومات استخبارية كثيرة في خنادق وبيوت مخربي حزب الله، ونحن نعمل على دراستها. هناك كراسات تحتوي معلومات تثير قلقنا. لأسفي الشديد، هناك من يفضل تسمية حزب الله بمجموعة عصابات، وهناك من يسمّونه مخربين، وهناك من يسمونه محقين فرقة كوماندوس إيرانية. إن المواد التي وصلت إلينا أشعلت عندنا الضوء الأحمر".