انقلاب في توجهات الرأي العام يحيى دبوق

كشف استطلاع للرأي اجراه معهد «داحف» الاسرائيلي لحساب صحيفة «يديعوت احرونوت» نُشرت نتائجه امس تراجعاً كبيراً في شعبية حزب كديما، الذي سيخسر اكثر مقاعده في الكنيست اذا ما جرت الانتخابات اللآن، فيما زادت قوة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو وحزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة افيغدور ليبرمان، فيما رأت غالبية المستطلعين ان اداء ايهود اولمرت رئيساً لحكومة اسرائيل في زمن الحرب، وكذلك وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس أركان الجيش دان حالوتس، كان أداءً سيئاً.
وبحسب الاستطلاع، الذي يعبّر عن نوع من الانقلاب في توجهات الشارع الاسرائيلي لمرحلة ما بعد الحرب على لبنان، باتجاه الابتعاد عن الاحزاب اليسارية والوسط وتأييد الاحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة، فإن حزب كديما سيخسر 12 مقعداً من مقاعده في الكنيست في حال إجراء الانتخابات الآن (29 مقعداً حالياً)، وسيخسر حزب العمل 8 مقاعد (19 مقعداً حالياً)، فيما سيرتفع عدد مقاعد حزب الليكود الى 20 (12 مقعداً حالياً)، وحزب إسرائيل بيتنا الى 17 (11 مقعداً).
وعبر 54 في المئة من الاسرائيليين عن تأييدهم لتولي رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، فيما أيد 24 في المئة ايهود اولمرت، وايد واحد في المئة رئيس حزب العمل عمير بيرتس لتولي المنصب.
ويظهر الاستطلاع ان غالبية كبيرة من الاسرائيليين تحمّل كلاً من اولمرت وبيرتس وحالوتس فشل الحرب على لبنان وعدم تحقيق اهدافها؛ فقد رأى 74 في المئة ان اداء اولمرت كان سيئاً في الحرب، فيما رأى 79 في المئة الأمر نفسه بالنسبة لبيرتس، و63 في المئة بالنسبة لحالوتس.
وفحص الاستطلاع توجهات الشارع الاسرائيلي بالنسبة لاستقالة اولمرت من منصبه، فأيد 63 في المئة هذه الخطوة في حال عدم طرح مرشح بديلاً منه، فيما ايد 74 في المئة استقالته في حال وجود بديل. إلا أن الاستطلاع اظهر مطالبة 54 في المئة باستقالة حالوتس.
ورغم ان الاستطلاع يفيد بأن 74 في المئة من الاسرائيليين يطالبون باستقالة بيرتس من منصبه، إلا أنهم غير متفقين على بديل من بين الاســماء المتداولـــة لتولي المنصب؛ فقــــد ايد 25 في المئــــة وزير الدفاع السابق ووزير المواصلات الحالي شاؤول موفاز، و20 في المئة الرئيس السابق للموساد عامي ايالون، و18 في المئة الرئيس السابق للاركان موشيه يعلون و 8 في المئــة الرئيس السابق للحكومة ايهود باراك لتولي المنصب.
وعبر المستطلعون عن تأييدهم للاحتجاجات التي يقوم بها جنود الاحتياط في اعقاب توقف اطلاق النار؛ فرأى 69 في المئة انها خطوة سليمة، وطالب 87 في المئة بلجنة تحقيق لفحص احداث الحرب، رغم ان الثقة بالجيش الاسرائيلي لم تتزعزع، فقد اعرب 82 في المئة عن ثقتهم بقدرته على الدفاع عن اسرائيل، وهو ما يؤكد أن الجمهور الإسرائيلي يحمّل القيادات السياسية والعسكرية الإخفاق المتحقق في الحرب.
ولجهة مباشرة مفاوضات سياسية مع سوريا والوصول الى اتفاق سلام معها، بما يشمل الانسحاب من هضبة الجولان، عبر 62 في المئة من المستطلعين عن معارضتهم، بينما ايد ذلك 35 في المئة، وهو ما يشير إلى تواصل رفض طريق المفاوضات على الجبهة السورية.