خرجت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس بتقرير، قالت فيه إن كبير مراسليها العسكريين رون بن يشاي كتبه بعد تجوله في الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب اللبناني المدمرة، مشيرة إلى أنه وصل إلى بيروت بطائرة تابعة لشركة الطيران الأردنية. وفي تقريـــره المنشـــور أمس في «يديعوت أحرونوت»، لم يقـارن بن يشاي بين حربي لبنان للعامين 1982 و 2006 إلا بوصـــف الوضع في الفندق، الذي نزل فيه في شمال بيروت، وهو فندق «ميريديان كومودور».
ونقل بن يشاي عن موظف في مطار بيروت غضبه الشديد جراء الدمار الهائل الذي ألحقته إسرائيل بلبنان «بسبب جنديين مخطوفين»، ونصحه الموظف بالدخول إلى بيروت «وانظر إلى ما فعلوه بنا، أي دمار وأي كارثة، واروِ للعالم لكي يعرف الجميع أي نوع من المجانين القساة هم» الإسرائيليون.
ولم يوضح بن يشاي ما هي الوثائق الشخصية التي استخدمها لدى دخوله إلى لبنان.
وقال إنه قدم لعناصر من حزب الله عند حاجز في مدخل حارة حريك في الضاحية الجنوبية في بيروت جواز سفره وبطاقة الصحافي خاصته من دون ذكر الدولة التي منحته إياهما. وأشار إلى أن عناصر حزب الله يتجولون من دون أن يحملوا سلاحاً في العلن.
وقال بن يشاي، بعدما دخل الضاحية الجنوبية على متن دراجة نارية لمواطن لبناني يدعى رشيد، إن «مشهد المنطقة المدمرة يصدمك وكأنك تتلقى لكمة.
وبدا معقل حزب الله كمدينة بعد زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، فالبيوت (الأبنية) نائم الواحد على الآخر».
وسأل الصحافي الإسرائيلي مواطناً لبنانياً عن رأيه بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وجاءه الجواب بأن نصر الله «هو رجل طيب، إنه رجل عزيز وكان ملزماً بالقتال من أجل إنقاذ لبنان من الأميركيين الذين يريدون إنشاء شرق أوسط جديد هنا من دون الإسلام، ولذلك طلبوا من الإسرائيليين شن الحرب».
وشدد بن يشاي على أن الدمار الأكبر الذي خلفته إسرائيل هو في الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أنه لم ير، طوال الطريق من بيروت إلى الجنوب، مسلحاً واحداً من حزب الله.
وقال بن يشاي إنه عندما وصل إلى بلدة بنت جبيل «تبين لي أن الجيش الإسرائيلي لم يدخل بتاتاً إلى البلدة الكبيرة، بل كان فوقها وأشرف على البيوت في أطرافها، فيما مقاتلو حزب الله كانوا يتنقلون من ملجأ إلى ملجأ ويطلقون القذائف المضادة للدروع».
ويُعد بن يشاي واحداً من أقدم المراسلين العسكريين في إسرائيل. وكان في لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. وبعث برسالة بعد مجزرة صبرا وشاتيلا من بيروت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه مناحيم بيغن وصف فيها الظروف التي أحاطت بالمجزرة وطالب بمنع قوات الكتائب اللبنانية من دخول المخيمات الفلسطينية. وأدى هذا التقرير إلى دفع السلطات الإسرائيلية إلى تأليف لجنة كاهانا التي حملت أرييل شارون مسؤوليتها.
(يو بي آي)