يحيى دبوق
وسط موجة ما عُدّ «جلد الذات» السائدة داخل الجيش الإسرائيلي نتيجة أدائه الفاشل في العدوان الأخير على لبنان، قررت المؤسسة العسكرية اتخاذ خطوة لافتة في اتجاه رفع معنويات عديدها من جنود وضباط عبر الإضاءة على ما وُصف بـ«قصص الشجاعة والبطولة في حرب لبنان الثانية».
فقد شكل ضابط التربية الرئيس في الجيش الإسرائيلي، العميد إيلان هراري، طاقماً خاصاً مهمته البحث عن روايات بطولية ومميزة من الحرب الأخيرة على لبنان، بهدف تعميمها داخل وحدات الجيش ونشرها بشكل بارز. وبحسب موقع «يديعوت أحرونوت»، قرر هراري تشكيل الطاقم بدافع «البحث عن الإيجابيات في الحرب القاسية والخلافية».
وسيقوم أعضاء الطاقم الخاص بالانخراط ضمن لجان التحقيق المختلفة التي شُكلت داخل الجيش لفحص أوجه مختلفة من القصور والخلل خلال الحرب، على أن تكون وظيفتهم الوقوف على قصص بطولية حصلت إبان المعارك.
وسيعمد أعضاء الطاقم، من بين جملة أمور، إلى زيارة جرحى الحرب في المستشفيات، لاستصراحهم حول مجريات المعارك التي خاضوها مع رجال المقاومة في لبنان، لغرض الكشف عن ممارساتهم «البطولية» فيها.
وقال ضابط رفيع المستوى في سلاح التربية في الجيش الإسرائيلي إن المشروع يرمي إلى «بناء قائمة منظمة ومفصلة من القصص البطولية خلال أشهر... وسنحول هذه القصص العملياتية إلى مواد دراسية لتصل إلى كل وحدات الجيش وليطلع عليها الجنود».
وأوضح الضابط الفكرة، مشيراً إلى أنه «عندما بلغت الحرب أوجها، سمعنا، إلى جانب التقارير عن الإصابات في صفوف الجنود، عدداً غير قليل من القصص الرائعة، كعمليات الإنقاذ تحت النار، والتغطية النارية على جنود وقعوا في كمين، وأمور أخرى أعادت الحمرة إلى الخدود، والشعور بأن الكثير من جنود الجيش أصحاب قيم وشجعان ويعرفون كيف يتعالون على أنفسهم».
ويتطرق الضابط على وجه التحديد إلى حادثة مقتل أربعة جنود في دبابة الميركافا التي دخلت الأراضي اللبنانية بعيد عملية أسر الجنديين لمنع تهريبهما، وقال: «في الجيش يرون في الأمر قصة قيمية من الدرجة الأولى. وبرغم نهايتها المأساوية، فإن سلوك الجنود يستأهل التنويه».