محمد بدير
طلب مئات المهاجرين اليهود من دول رابطة الشعوب مغادرة إسرائيل في أعقاب العدوان على لبنان وشعورهم بالخيبة من المستوى السياسي، حسبما أفادت صحيفة "معاريف".
وتوجّه خلال الأسابيع الأخيرة، مهاجرون كثر، من الجدد ومن القدماء، الى سفارتي كندا والولايات المتحدة في محاولة لمعرفة ما إذا كانوا يستطيعون الحصول على مكانة قانونية في هاتين الدولتين، بينما قام مهاجرون آخرون بفحص إمكان العودة الى روسيا، وقاموا بتجديد جوازات سفرهم لهذا الغرض.
ونقلت "معاريف" عن مدير وحدة الهجرة والاستيعاب في مركز السلطات المحلية، ميخائيل جينكر قوله إن "كثيراً من المهاجرين، وتحديداً هؤلاء الذين هاجروا قبل مدة طويلة إلى إسرائيل، أخذوا يتحدثون عن خطط لترك إسرائيل في أعقاب شعورهم بخيبة الأمل من الأسلوب الذي عالجت به الحكومة مشاكلهم أثناء الحرب".
وقال "قادم" (مهاجر) من إحدى دول المجموعة الشرقية يعيش في شمالي إسرائيل، بعدما أخذ يستطلع الأمور والإمكانات التي سيواجهها إذا قرر العودة ومغادرة إسرائيل وأي مكانة سيحصل عليها من الناحية القانونية في إحدى الدول الغربية، "كانت الحرب في لبنان عبارة عن القشة التي قصمت ظهر البعير".
أضاف "إنني أؤيد هذه الدولة، وقد خدمت في الجيش الإسرائيلي، لكن ما أريده هو أن يحل الهدوء فيها عن قريب، شعرت بالخيبة من الطريقة التي عالجت فيها الحكومة مشاكلنا أثناء الحرب، ولأنّ المواطنين في الشمال شكّلوا جداراً حياً وعانوا، لكن الدولة لم تهرع لمساعدتهم كما يجب".
وأكدت متحدثة باسم السفارة الكندية في إسرائيل صحة هذا التقرير. وقالت، رداً على سؤال، "نعم، لقد لاحظنا، مع بداية الحرب، زيادة واضحة وكبيرة في عدد الطلبات المقدمة من جانب المواطنين الإسرائيليين، الذين يقطنون في شمالي البلاد، لمغادرة إسرائيل، والمطالبة بالبدء بالإجراءات اللازمة من أجل الهجرة الى كندا".
وأوضحت "إذا كنا نتلقى في يوم عادي حوالى عشرة طلبات كمعدل وسطي، فقد تلقينا خلال فترة الحرب حوال خمسين طلباً في اليوم الواحد".
وقد توجه مدير مركز الاستيعاب في السلطات المحلية عادي إلدار الى وزير الاستيعاب، زئيف بويم وطالبه بضرورة نقل مساعدات سريعة للسلطات المحلية لكي تقوم بمد يد العون لهؤلاء المواطنين (المهاجرين) وتحاول السلطات المحلية تحسين الأجواء التي بات المهاجرون يعانونه.
وقال جينكر "يجب على الحكومة أن تعيد الإحساس بالأمن للمهاجرين الجدد وتمنحهم الإحساس بأن إسرائيل هي بيتهم وأن الوضع الحالي سيتغير بسرعة، ولهذا الغرض، يجب على الحكومة اتخاذ عدد من الخطوات الفعلية والنظر الى مشاكل هؤلاء على نحو جدي أكثر، وذلك لأن الإحساس الحالي هو أن الحكومة قد أهملتهم".