اتهمت صحيفة «هآرتس» أمس سلاح البحرية الإسرائيلي بالفشل في الاستجابة لتحذيرات كان يمكن أن تجنب السفينة «ساعر» الإصابة التي تعرضت لها قبالة سواحل بيروت مع بداية العدوان. وقالت الصحيفة: «بعد يومين من بدء الحرب، أصاب صاروخ أطلقه حزب الله سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، وهو صاروخ حصل عليه من الإيرانيين. قتل الصاروخ أربعة من أفراد طاقم السفينة وأصاب آخرين، كما أحدث أضراراً فادحة لأحدث سفينة تملكها البحرية الإسرائيلية. وإثر ذلك ألّف قائد البحرية لجنة تحقيق مضى عليها أكثر من ستة أسابيع، والحرب انتهت، إلا أن الجمهور لم يسمع أي شيء عن توصيات هذه اللجنة».
وأضافت الصحيفة: «أظهر التحقيق الذي أجريناه أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الأركان العامة حذرت قبل وقت طويل من الحادثة، قسم الاستخبارات في سلاح البحرية، من أن على البحرية أن تفترض وجود الصاروخ الصيني «سي 802» (بر ــ بحر) في حوزة حزب الله، لكن سلاح البحرية توصل إلى استنتاج مغاير ورفض التحذير».
وتابعت الصحيفة: «أبلغت الاستخبارات العسكرية سلاح البحرية أن الصين باعت إيران الصاروخ 802 وأن الإيرانيين أدخلوا تحسينات على أحد نماذجه، والاستنتاجات لدى الاستخبارات هي أنه لا يمكن استبعاد فرضية وجود هذا الصاروخ لدى حزب الله، وبالتالي وجوب التعامل معه».
وأشارت الصحيفة نفسها إلى «تحذير مشابه أبلغته الاستخبارات إلى سلاح الجو بخصوص صاروخ أرض ــ جو من إنتاج روسي من طراز اس أ 18 ، وقد تصرف سلاح الجو وفق ما يتلاءم مع هذا التحذير، وتلقى الطيارون تعليمات بتوخي الحذر وكأن الصاروخ في حوزة حزب الله، وهو ما لم يحدث مع سلاح البحرية، واستنتاجهم كان خاطئاً».
وأوضحت «هآرتس»: «يسجل أيضاً إهمال آخر يتعلق بعدم تشغيل منظومة الحماية المتطورة في السفينة، وهي عبارة عن منظومة صواريخ ضد الصواريخ من طراز «باراك»، رغم أن السفينة خرجت الى منطقة الحرب وابحرت بالقرب من الشاطيء اللبناني، إلا أنهم نسوا تشغيل هذه المنظومة التي تعمل أوتوماتيكياً».
(الأخبار)