حنان غرينبرغ ــ «يديعوت أحرونوت»
لماذا لم تصمد قوة الدبابة الأكثر تدريعاً في العالم خلال حرب لبنان الثانية؟ ففي مرات عديدة خلال هذه الحرب قُتل الجنود داخل الدبابة، وفي سلاح المدرعات يجرون الآن حساباً للنفس، يتبين منه أن الفشل ينبع من التقليص في الموازنات، وكذلك من الاستخدام غير الكفء للمدرعات على أرض العدو، وبسبب قلة خبرة الجنود وتجربتهم على الأرض.
أُصيبت خمسون دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال الحرب في لبنان، وقُتل ثلاثون جندياً وضابطاً في مجموعة من الحوادث، وجُرح أكثر من مئة آخرين، بينهما قائدا كتيبة في سلاح المدرعات.
لكن هل كان يمكن التقليل من عدد المصابين بالأرواح؟ كلما تقدمت التحقيقات، وكلما أُضيفت تفاصيل عن الاستعدادات المسبقة، بات هذا السؤال أكثر إلحاحاً. وقد أوضح ضابط رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية بأنه «خلال المعارك في لبنان، شارك عملياً ما بين 350 إلى 400 دبابة، ويمكن من الآن التقدير أنها وقفت قبالة بضعة آلاف من الصواريخ المضادة للدروع، معظمها من الصواريخ المتقدمة ذات القدرة الفائقة على اختراق الدبابات».
وبحسب كلامه، «يمكن ملاحظة أن عناصر حزب الله عرفوا الدبابات، خصائصها، وعلموا متى وأين يطلقون النار بهدف تحقيق الحد الأقصى من الإصابة».
ظروف بدء جنود سلاح المدرعات القتال في لبنان لم تكن على أفضل حال: انشغل الكثير من الجنود قبل الحرب بنشاط الأمن الجاري خارج الدبابات، ولم يتدربوا بشكل جيد على العمل في أرض مماثلة لتلك التي في جنوب لبنان. وثانياً، لم تحظ الدبابات خلال السنوات الأخيرة بالأفضلية من جانب كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية. وأدت التقليصات في الموازنات إلى المس بهذا الجهاز. وثالثاً، وبحسب كلام كبار ضباط المؤسسة، لم يجر استخدام كفء للمدرعات الثقيلة.
وقال المسؤول الرفيع المستوى في المؤسسة العسكرية إنه «في كثير من المعارك في لبنان، لم تنفذ الدبابات حركة مع إطلاق نار. وبدل استغلالها للمزايا الهائلة التي تتمتع بها، عبّرت تحديداً عن العيوب الكامنة فيها من خلال جعلها أكثر تعرضاً للإصابة». واعترف المسؤول بأنه لم يتم أيضاً الاحساس تقريباً بقدرات دبابة الميركافا الأكثر تطوراً ــ الميركافا الرقم أربعة. وبحسب كلامه «دباباتنا الأكثر تدريعاً في العالم، لكن لا يوجد شيء اسمه حماية مئة في المئة. فقط في حال استغلال المزايا، يمكن جعلها أقل تعرضاً للإصابة».
إن المعطيات المتوافرة عن قسم من المعارك على درجة من الصعوبة بحيث يمكن تشبيه الدبابات بـ«شخص رُبطت إحدى يديه وراء ظهره وهو يُقدم خده كي يصفعوه، ثم يسألونه بعد ذلك لماذا أُصيب».