علي شهاب
«النقص في استعداد جيش الدفاع للصواريخ المضادة للدروع هو احد اخطر اوجه القصور في هذه الحرب». هذا التعليق لصحيفة «يديعوت أحرونوت» على «مفاجأة» الصواريخ المضادة للدروع، التي أسقط بها حزب الله أسطورة الميركافا بأجيالها الأربعة.
هي نفسها الصواريخ التي دفعت الحكومة الاسرائيلية الى إرسال وفد عسكري رفيع المستوى الى روسيا من أجل الاستفسار عن كيفية وصولها الى «منظمة إرهابية». كانت الاستخبارات العسكرية في تل أبيب على علم بوجودها؛ على الأقل، هذا ما يؤكده تقرير عسكري صدر في الفصل الأول من العام الجاري، يشير صراحة الى حصول حزب الله على صواريخ طراز ميتيس وقاذفات «أر بي جي 29» المضادرة للدروع من سورياومع ذلك تصرفت رئاسة الأركان الاسرائيلية، خلال العدوان، على أساس أن دباباتها ستحسم المعركة البرية، وستصل الى الليطاني في غضون أيام. تفتقت ذهنية جنرالات سلاح البر عن خطة «انتحارية»، بحسب عقيدة العسكر؛ تقررّ أن يجتاح سلاح المدرعات أراضي الجنوب ــ بشكل عمودي، وصولاً الى النهر، الأمر الذي جعل خاصرتي الجيش الإسرائيلي مكشوفتين أمام ضربات المقاومة الاسلامية.
أعدت جامعة تل أبيب التقرير، في الثالث والعشرين من آذار الماضي، في إطار سلسلة من دراسات عسكرية تصدر بشكل دوري حول موازين التسلح في دول الشرق الأوسط، ومن ضمنها لبنان.
في الفقرة الأولى منه، وتحت عنوان «التغييرات الأساسية»، يُشير التقرير الى «خروج الحرس الثوري (الإيراني) من لبنان»، وإلى موضوع الصواريخ الجديدة التي أصبحت في حوزة حزب الله.
واللافت أيضاً، أن التقرير، المؤلف من عشر صفحات، يحدد عدد قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات، التي يستخدمها الجيش اللبناني، بـ24 قاذفاً من طراز «تاو». أما عند الحديث عن ترسانة حزب الله، فهو لا يُحدد عدداً قرب الخانة المخصصة للأسلحة التي يمتلكها الحزب، وهي ــ بحسب التقريرــ تشمل: مدافع رشاشة عيار 106 ميليمتر، ومدافع هاون عيار 81 و120 ميليمتراً ومدافع ثقيلة عيار 122 و220 ميليمتراً، وصواريخ «فجر 3» عيار 240 ميليمتراً، وأخرى «فجر 5» عيار 333 ميليمتراً، بالإضافة إلى صواريخ طراز «فلق» عيار 333 ميليمتراً أيضاً.
ويُفرد التقرير الإسرائيلي مساحة مخصصة لصواريخ مختلفة من بينها: «زلزال ــ 2» عيار 610 ميليمترات، ومجموعة الصواريخ المضادة للدروع «ساغر» و«فاغوت» و«أر بي جي 29» و«ميتيس» و«تاو».
كما يشير التقرير الى أن منظومة الدفاع الجوي لدى حزب الله تضم صواريخ طراز «سام 7» و«سام 16» و «سام 18» و«صاعق 1» و«ستينغر» و« كيو دبل يو 1» و« زد يو» وصواريخ عيار 57 ميليمتراً.
أما الحديث عن أن الجيش الاسرائيلي «فوجئ» بفاعلية هذه الصواريخ، فينفيها كلام الباحث في معهد يافي للدراسات الاستراتيجية يفتاح شابير الذي يقول إن «صواريخ ميتيس ــ ام وكورنيت المصنعة في روسيا هي الأكثر فاعلية، وقد سُلمت الى سوريا في التسعينيات». ويضيف شابير أن هذه الصواريخ «مرهوبة لأنها صُممت لقهر نظام التصفيح الفاعل في الدبابات الحديثة، والاسرائيليون كانوا أول من اعتمد هذا النظام بنجاح كبير في بداية الثمانينيات».