رئيس الأركان الإسرائيلي يواجه «أزمة ثقة» تمنعه من قيادة جولة القتال المقبلة مع حزب الله؛ جنرالات جيشه يرونه متغطرساً مغروراً لا يأخذ بمشورتهم، وعمير بيرتس يشتبه في أنه ينسق من خلفه مع إيهود أولمرت. ويبقى السؤال: متى يستقيل؟رأت الصحف الإسرائيلية في خطوة عدد من جنرالات الجيش الإسرائيلي الذين دعوا رئيس الأركان إلى الاستقالة دليلاً على الأزمة التي يعانيها حالوتس، وتوقفت، بشكل خاص، عند الرسالة التي يعكف هؤلاء الضباط على صياغتها قبل إرسالها إليه.
يأتي ذلك في ظل الدعوة التي وجهها مكتب حالوتس إلى عدد من كبار ضباط الاحتياط لحضوء لقاء ينوي حالوتس عقده يوم الثلاثاء المقبل للبحث في عبر الحرب. وبحسب «هآرتس»، ينوي عدد من ضباط الاحتياط استغلال هذا اللقاء لكي يوجّهوا انتقاداً لاذعاً وقاسياً للطريقة التي أدار بها الجيش وهيئة الأركان هذه الحرب.
وأكدت «يديعوت أحرونوت» ما أشارت إليه «هآرتس»، فذكرت أن حالوتس استدعى في أعقاب الحرب نحو مئة جنرال الى اللقاء المذكور. ونقلت «يديعوت» عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن رئيس الأركان دعا الجنرالات كي يضعهم في صورة سياقات الحرب، وطريقة اتخاذ القرارات والمعارك وسماع آرائهم.
ولفتت «يديعوت» إلى أن ثلاثة من جنرالات الاحتياط يعكفون في هذه الأثناء على صياغة رسالة انتقادية إلى رئيس الأركان يطالبون فيها باستقالة حالوتس. وتوقف المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، عند تداعيات موقف الجنرالات، فرأى أن "حالوتس في أزمة. فهو لا يتعين عليه الشعور بالقلق جراء حقيقة موافقة جنرالات في الاحتياط على المساهمة شخصياً في الاحتجاج ضده فحسب، بل يتعين عليه ذلك أيضاً جراء فقدان عدد كبير من الضباط ثقتهم به وهو أمر أشد خطورة". أضاف إن " الأمر لا يقتصر فقط على ضباط كبار في الاحتياط، بل يشمل أيضاً شرائح كاملة من المستويات القيادية للجيش الإسرائيلي، من القادة الميدانيين الذين أُصيب جنودهم في الحرب".
وكشف ربابورت النقاب عن أن "الاحتجاج وُلد نتيجة مبادرة من مجموعة ضباط برتبة عميد، ممن شارك بعضهم في الحرب بصفة مستشارين. وهؤلاء لم يكونوا راضين مطلقاً عن الطريقة التي أدار بها رئيس الأركان الحرب. وأكثر ما أثار غضب هؤلاء الضباط وسخطهم هو ما رأوا أنّه غطرسة وغرور من جانب حالوتس، من حيث رفضه للمواقف والآراء التي عرضها أمامه قادة المنطقة الشمالية، وقادة منظومات أسلحة البر المتنوعة، كذلك تلك التي تقدمت بها شعبة الاستخبارات".
وبحسب ربابورت فقد "وجد هؤلاء أنفسهم حائرين ومنقسمين بين اعتقادهم بوجوب العمل على تغيير رئيس الأركان وبين ولائهم الأساسي للمؤسسة التي يخدمون فيها، وعلى هذا الأساس توجهوا إلى جنرالات في الاحتياط انطلاقاً من الافتراض بأن انضمامهم إلى النضال سيهز المؤسسة».
أضاف ربابورت أنه يتعين "على حالوتس العثور على مزاعم ثقيلة الوزن لصد الادعاءات التي سيوجهها إليه الضباط الكبار من الاحتياط بعد بضعة أيام؛ فهم لن يتطرقوا في ادعاءاتهم إلى مسائل موضعية، أو إلى المشاكل اللوجستية، بل إنهم سيركزون على مكامن فشل أكثر خطورة وجوهرية في إدارة المعركة على يد هيئة الأركان العامة التابعة للجيش الإسرائيلي برئاسة حالوتس".
وأشار ربابورت إلى أن «لدى الجنرالات ادعاءات أيضاً بشأن الغطرسة التي لا تُغتفر من ناحيتهم، التي أبداها رئيس الأركان، وإلى وجود أزمة ثقة بين مستويات القيادة الميدانية وقيادة الجيش الإسرائيلي العليا».
ويرى ربابورت أنه "في ظل غياب الثقة بين حالوتس وبين من هم أعلى أو أدنى منه، فلن يستطيع مواصلة قيادة الجيش الإسرائيلي في طريقه إلى الجولة المقبلة من القتال ضد حزب الله".
بدوره، كشف المحلل السياسي في «معاريف»، بن كسبيت، عن وجود "أزمة ثقة حادة تسود أخيراً بين وزير الدفاع عمير بيرتس وبين حالوتس. وبحسب مصادر مقربة من الرجلين، فإن الحديث يدور عن شرخ حقيقي وعن علاقات عمل بعيدة عن أن تكون سليمة. ويعتقد بيرتس بأن حالوتس ينسق مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، وكلاهما يعمل في محور مشترك ضده. أما حالوتس فيعتقد، في المقابل، بأن بيرتس يحاول أن يحمّله المسؤولية عن إخفاقات الحرب".
وبحسب بن كسبيت، "فإن أجواء العمل بين الرجلين متعكرة الآن، والشك كبير والثقة تهتز من يوم الى يوم». ويورد كسبيت شواهد على هذه الأزمة التي بلغت ذروتها عندما عرقل رئيس الأركان تأليف لجنة الفحص التي أعلن عنها بيرتس قبل نحو أسبوعين، برئاسة رئيس الأركان الأسبق أمنون ليبكن شاحاك. في المقابل، عرقل بيرتس عمل لجان التحقيق التي ألّفها حالوتس. ويفترض أن يترأس هذه اللجان رئيس الأركان الأسبق دان شومرون.
ويشير كسبيت إلى أنه "من الصعب العمل في هذا الوضع، حيث يقوم كل من رئيس الأركان ووزير الدفاع بعرقلة نشاطات الآخر".