يحيى دبوق
طفت بعض عوارض الاهتزازات التي يعيشها الجيش الإسرائيلي على السطح في اجتماع كان يُفترض أن يكون مناسبة لاستخلاص العبر وممارسة النقد البنّاء داخل المؤسسة العسكرية.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن عدد من المشاركين قولهم، إن أجواء «قاسية ومتوترة» سادت الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الأركان دان حالوتس قادة ألوية الاحتياط وكتائبه الذين شاركوا في العدوان على لبنان للتباحث في مجريات الحرب.
وتحوّل الاجتماع، الذي عقد في قاعدة تسريفين وحضره أعضاء في قيادة الأركان وقادة الفرق الثلاث التي شاركت في العدوان، إلى فرصة لينفّس فيها المشاركون عمّا تبيّن أنه حالة من الاحتقان يعيشونها تجاه سلاح الجو، الذي تعرّض لانتقادات لاذعة خلال النقاش. فقد قال أحد الضباط المشاركين، إن «سلاح الجو معزول عن الجيش، ويتصرف كجيش داخل جيش»، فيما رأى آخرون أن اقتصار تمثيل سلاح الجو في الاجتماع على قائده، من دون مشاركة قادة أسراب أو طيارين، يُعدّ «استمراراً لحالة الامتهان التي بدأت في المعارك جنوب لبنان». ووجّه ضباط مشاركون اتهامات قاسية إلى أداء طياري سلاح الجو، فقالوا إنهم «لم يسارعوا إلى المساعدة في المهمات في الوقت اللازم، وكنا نيأس قبل أن نحصل على رد فوري». وأضافوا «لقد استهتروا بالقوات البرية، واختاروا مهماتهم بأنفسهم، وقد ساد الجدل معهم طوال الوقت، حتى خلال القتال».
وأخذت الاتهامات طابعاً أقسى مع اتهام الطيارين بأنهم «لم يكونوا مستعدّين للمخاطرة في سبيل إخلاء المصابين من مناطق الاشتباك... ولم يكونوا مستعدّين للهبوط في الميدان لإخلائهم، في وقت كان فيه الجنود الجرحى غارقين في دمائهم». وتساءل أحد ضباط سلاح البر: «ماذا عنا؟ ألم تخاطر الوحدات الراجلة والمدرعة؟ إن هذه شهادة إفلاس لسلاح الجو».
وتوقّف أحد الضباط عند قلّة التنسيق بين القوات البرية وسلاح الجو قائلاً: «بدا لنا أن سلاح الجو غير مرتبط بالجيش كما هي حال باقي القوات. لقد أعلن سلاح الجو مراراً أنه أصاب الأهداف، بينما أفادت القوات البرية أن الطيارين لم يصيبوا الهدف. في بعض الحالات، كان الطيار يرفض ضرب الهدف مرة أخرى، وكان يجب إقناعه بالعودة».
وشكا ضباط من عدد من أوجه الخلل التي تكشفت في فترة الحرب، منها الهيكلية التنظيمية في قيادة المنطقة الشمالية، ومشاكل خطوط الإمداد وتبدل المهمات بوتيرة عالية، كما حذّروا من إشكاليات خطيرة في مخازن الطوارئ «ستؤثر سلباً على جهوزية القوات في الجولة المقبلة مع حزب الله، إذا لم تحلّ في القريب العاجل».
وانتقد عدد من الضباط تسريب معلومات تتعلق بالخطط العسكرية إلى وسائل الإعلام خلال الحرب، إضافة إلى ما كان يحدث داخل الجيش. وردّاً على هذا الاعتراض، قال حالوتس إن «90 في المئة من التسريبات خرجت من داخل الجيش»، مشيراً إلى أنه منع أخيراً الضباط الكبار من الإدلاء بأي تصريح إعلامي من دون أخذ الموافقة من الناطق باسم الجيش، وإلى أن الجيش بدأ يفرض رقابة على أرقام الهواتف النقالة للضباط.