فشلت حملة «#حلب_تحترق» التي دعا إليها النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، ومعاونوه البرلمانيون، في جمع عدد كبير للتظاهرة، التي نظمها حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، ولم يجمع سوى 50 شخصاً في المسيرة.فعند دوّار المجمع التجاري الإسرائيلي «بيغ» في الناصرة المحتلة، وقف ما يقارب الخمسين من أنصار «التجمع» للتعبير عن «تضامنهم» مع شهداء حلب، ضمن منظومة عمل بات معروفاً أن خط إمدادها المالي يبدأ من قطر.
حاول «المتضامون» إيصال رسالة بأنهم الصوت الوحيد والأقوى في الأراضي المحتلة عام 1948، وهذا ما يفسر اختيارهم مدينة الناصرة عبثاً، فضلاً عن أن حزبهم (الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة)، لم يشهد انقساماً في صفوفه أو خلافاً حول الحرب الدائرة في سوريا.
وغطاس «الديموقراطي» كان قد حاول سابقاً إفشال بيان «التجمع» الذي أدان القرار الخليجي باعتبار حزب الله «منظمة إرهابية»، وهو هذه المرّة لم يتوانَ عن تطبيق «ديموقراطيته»، واضعاً معياراً لتصنيف الفلسطينيين على سلم الوطنية، بالقول، إن «كل فلسطيني ما زال يساند النظام بشكل مباشر، شبيح أسدي، أو غير مباشر من طريق خلط الأوراق وشمل الكل في سلة واحدة، عليه أن يعلم أن الموضوع ليس موضوع مواقف سياسية، بل مواقف أخلاقية».
في هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة، رجا زعاترة (حيفا المحتلة)، إن «سوريا تتعرّض منذ أكثر من خمسة أعوام لمخطط استعماري، يهدف لإسقاطها وتفكيك شعبها، وإن هذا المخطط فشل بفضل تماسك الشعب والجيش والقيادة».
ورأى زعاترة، في حديث إلى «الأخبار»، أن حقن دماء الشعب السوري، يقوم على أمرين، هما «تنظيف سوريا من إرهابيي النصرة وداعش وغيرهما من التنظيمات، ومن ثم استئناف العملية السياسية وإجراء انتخابات تعكس إرادة الشعب السوري».
من جهة أخرى، يجيب رامي حيدر (من التجمع) عن سؤال «الأخبار» عن غياب التضامن مع دول أخرى كاليمن، والتمييز بين الضحايا، بالقول: «سوريا أقرب إلينا من حيث الثقافة واللهجة وحتى الدراما والماكولات»، علماً بأن حيدر انضم إلى «التجمع» لكونه الحزب «القومي العربي» الوحيد في الداخل. برغم ذلك، تمتلئ صفحات «تجمعيين» كثيرة بألفاظ وتعابير ذهبية، ما يشير إلى أن الحزب يشهد حدثاً أكبر من كونه انقساماً سياسياً فقط.
حالة «التجمع» هذه لا تعكس أبداً صورة الوضع في أراضي عام 48، كما يؤكد زعاترة، الذي يرى أنّ «فلسطينيي الداخل، بسوادهم الأعظم، يدعمون سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها، في مواجهة الإرهاب الدموي، وكذلك يدعمون المقاومة اللبنانية الباسلة التي مرّغت أنف المحتلّ الصهيوني عام 2006 وغيّرت وجه المنطقة بأسرها، قالبةً المعادلات الجيو - سياسية والعسكرية للصراع العربي الصهيوني».
بالعودة إلى حملة «التضامن»، قال نائب الأمين العام لحركة «كفاح»، أيمن حاج يحيى، إنها «حملة منظمة وتدار من غرف العمليات في الدوحة والرياض، مستغلةً تعاطف الناس مع الأبرياء وتضليلهم بمعلومات مغلوطة»، مضيفاً أنها «ليست أول حملة تضليلية، بل قبلها كانت حملة مضايا واليرموك وغيرها».
كذلك يضيف زعاترة: «هناك محاولة لتوريط فلسطينيي الداخل واستغلال رمزية قضيتهم وموقعهم النضالي لمصلحة الأنظمة الخليجية العميلة... لن نسمح لأحد بالزجّ باسم فلسطين والفلسطينيين في هذه التجارة القذرة بالدم السوري لحساب النفط السعودي والغاز القطري».