أنعش الإعلان الأميركي ـــ الروسي عن موعد اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا، منتصف الشهر الجاري، آمال المبعوث الأممي في عقد الجولة المقبلة من المباحثات قبل بداية حزيران المقبل وفق مخططاته، في ظل ترحيبه بجهود البلدين المشتركة عبر مركز مراقبة الهدنة في فيينا. الإعلان عن موعد الاجتماع في السابع عشر من أيار الجاري، جاء تباعاً على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزارة الخارجية الروسية، في وقت أعلن فيه المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، أن المبعوث الأممي ستيفان يأمل في استئناف المباحثات خلال شهر أيار الجاري. ورأى فوزي أن اجتماع مجموعة دعم سوريا المرتقب، والبيان الروسي ـــ الأميركي المشترك الذي صدر أول من أمس، يعدان إشارة إيجابية. وفيما لم يُحدد بعد موعد لجولة المحادثات المقبلة، تبحث الأمم المتحدة عن موقع جديد للمؤتمرات الصحافية الخاصة بالوفود المشاركة، كي لا يتعارض ذلك مع الجمعية العمومية السنوية لمنظمة الصحة العالمية المقرر عقدها خلال الفترة ما بين 23 و28 أيار. إلى ذلك، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية للقوات الروسية في سوريا كانت فعالة ودقيقة، وسمحت بحدوث تحول جوهري في المعركة ضد الإرهاب. ونقل التلفزيون الروسي عن بوتين قوله، خلال اجتماع لقادة الجيش وشركات إنتاج الاسلحة، إن «القوات الجوية والبحرية الروسية برهنت على قدراتها»، وساعدت القوات السورية على تحرير 500 بلدة، بينها «جوهرة الحضارة الإنسانية، مدينة تدمر»، مضيفاً أن العملية كشفت عن «مشاكل وثغرات» تحتاج إلى التحقيق فيها. وأشار إلى أنه «ما زال أمام الجيش السوري الكثير مما يجب فعله»، معرباً عن أمله بأن يثمر التعاون الروسي ـــ الأميركي عن تغييرات جوهرية، وخلق الظروف المناسبة لتحقيق التسوية السياسية. وفي سياق آخر، أوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن الوزير سيرغي لافروف بحث في اتصال مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تطورات الملف السوري والاجتماع المقبل للمجموعة الدولية.
ميدانياً، شهد ريف حمص الشرقي اشتباكاتٍ عنيفة بين وحدات الجيش السوري ومسلحي تنظيم «داعش» في محيط مطار التيفور العسكري ومنطقة حويسيس، إلى جانب مواجهات أخرى في محيط حقلي جزل ومهر النفطيين. في موازاة ذلك، تسلّمت «الشرطة الحرة» بلدة مسرابا، في الغوطة الشرقية، بعد انسحاب مسلحي «جيش الإسلام» منها لتصبح البلدة منطقة محايدة، في وقت بدأت فيه عمليات إزالة السواتر الترابية. وأعلنت تنسيقيات المسلحين إعادة فتح الطريق باتجاه بلدة حمورية ليصل إلى الغوطة، بعدما شهدت المنطقة ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والمحروقات نتيجة الاقتتال بين مسلحي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن». في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية استهداف نقاط مسلحي «جيش الفتح» في أرياف إدلب وحلب، وأدى ذلك إلى مقتل المسؤول العسكري لـ«كتائب أحمد عساف»، التابعة لـ«حركة أحرار الشام»، عبد الغفار حرب، مع عدد من المسلحين، في مدينة بنش في ريف إدلب الشمالي.
أما في ريف حلب الشمالي، فقد شهد محور جبل الطامورة في محيط مدينة عندان مواجهات عنيفة بين وحدات الجيش والمسلحين، بالتوازي مع اشتباكات أخرى بين الطرفين على جبهة بلدة بيانون. وفي الجبهة الشرقية، هاجم مسلحو «داعش» عدداً من المواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في قريتي العزّاوي والمشوح، جنوب مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلاً وجريحاً في صفوف الطرفين، في حين نجا القائد العسكري في لواء «توحيد الجنوب»، التابع لـ«الجيش الحر» في محافظة درعا، من محاولة اغتيال، بعد أيامٍ على نجاة قائد «لواء حمص الوليد»، في حي طريق السد، بالطريقة ذاتها.